هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هنا ستجد ما لم تجده عند غيرنا


    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها

    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الأربعاء يوليو 29, 2009 2:56 am


    المخابرات العامة المصرية هي هيئة المخابرات في مصر. شعارها يتكون من عين حورس الشهيرة في الأعلى، و أسفلها مباشرة نسر قوي ينقض على أفعى سامة لينتزعها من الأرض، و غالباً يرمز الشعار لقوة الجهاز و صرامته في مواجهة الأخطار و الشرور التي تواجه الأمن القومي للبلاد.

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها 180px-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9


    الإنشاء :

    أنشئ الجهاز بعد ثورة يوليو 1952 لكي ينهض بحال الاستخبارات المصرية، حيث أصدر الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر (1918 - 1970) قراراً رسمياً بإنشاء جهاز استخباري حمل اسم "المخابرات العامة" في عام 1954 وأسند إلى زكريا محي الدين مهمة إنشائه بحيث يكون جهاز مخابرات قوي لديه القدرة على حماية الأمن القومي المصري. و رغم جهود كل من زكريا محي الدين و خلفه المباشر علي صبري ؛ إلا أن الانطلاقة الحقيقية للجهاز كانت مع تولي صلاح نصر رئاسته عام 1957 حيث قام بتأسيس فعلي لمخابرات قوية واعتمد على منهجه من جاء بعده، فقد قام بإنشاء مبنى منفصل للجهاز وإنشاء وحدات منفصلة للراديو والكمبيوتر والتزوير والخداع. قام الجهاز بأدوار بطولية عظيمة قبل و بعد نكسة 1967 ؛ و هذه العمليات هي التي ساهمت بدورها بشكل كبير في القيام بـ حرب أكتوبر سنة 1973م.

    لتغطية نفقات عمل الجهاز الباهظة في ذلك الوقت؛ قام صلاح نصر بإنشاء "شركة النصر للإستيراد والتصدير" لتكون ستاراً لأعمال المخابرات المصرية، بالإضافة إلى الاستفادة منها في تمويل عملياته، و بمرور الوقت تضخمت الشركة واستقلت عن الجهاز وأصبحت ذات إدارة منفصلة. الجدير بالذكر أن المخابرات العامة المصرية تملك شركات أخرى داخل مصر أغلبها للسياحة والطيران والمقاولات.

    كما تعود تبعية الجهاز لرئاسة الجمهورية بشكل مباشر.


    سرية رئيس الجهاز :

    حتى وقت قريب كانت تعتبر شخصية رئيس المخابرات المصرية سرية وغير معروفة إلا لكبار قيادات الجيش ولرئيس الجمهورية بالطبع، الذي يقوم بتعيينه بقرار جمهوري، ولكن رئيسها الحالي اللواء عمر سليمان كسر هذا التقليد حيث أعلنت الصحافة اسمه عدة مرات قبل أن يصبح شخصية معروفة بعد مصاحبته للرئيس مبارك في جولاته إلى فلسطين و الولايات المتحدة.

    رؤساء المخابرات العامة منذ إنشائها:

    1- زكريا محيي الدين 1954 - 1056
    2- علي صبري 1956 - 1957
    3- صلاح نصر 1957 - 1967
    4- أمين هويدي 1967 - 1970
    5- محمد حافظ إسماعيل 1970
    6- أحمد كامل 1970 - 1971
    7- أحمد إسماعيل علي 1971 - 1973
    8- أحمد عبد السلام توفيق 1973 - 1975
    9- كمال حسن علي 1975 - 1978
    10- محمد سعيد الماحي 1978 - 1981
    11- محمد فؤاد نصار 1981 - 1983
    12- رفعت جبريل 1983 - 1986
    13- أمين نمر 1986 - 1989
    14- عمر نجم 1989 - 1991
    15- نور الدين عفيفي 1991 - 1993
    16- عمر سليمان 1993 - إلى الآن.


    عدل سابقا من قبل a7med_3adel81 في الجمعة يوليو 31, 2009 3:01 am عدل 1 مرات
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty زكريا محي الدين

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الأربعاء يوليو 29, 2009 3:36 am

    زكريا عبد المجيد محيي الدين أحد أبرز الضباط الأحرار على الساحة السياسية في مصر منذ قيام ثورة يوليو، ورئيس وزراء ونائب رئيس جمهورية مصر العربية، عرف بميوله يمين الوسط.


    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها 180px-Zakaria_Mohie_ElDein
    زكريا محي الدين



    ولادته ونشأته :

    ولد زكريا محيي الدين في 7 مايو عام 1918 في كفر شكر في محافظة القليوبية بمصر. تلقى تعليمه الأولي في إحدى كتاتيب قريته، ثم انتقل بعدها لمدرسة العباسية الإبتدائية، ليكمل تعليمة الثانوية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية. إلتحق بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر عام 1936، ليتخرج منها برتبة ملازم ثاني في 6 فبراير 1938. تم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية. انتقل إلى منقباد في العام 1939 ليلتقي هناك بجمال عبد الناصر، ثم سافر إلى السودان في العام 1940 ليلتقي مرة أخرى بجمال عبدالناصر و يتعرف بعبد الحكيم عامر.

    معارك فلسطين :

    تخرج محيي الدين من كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، فأبلى بلاءً حسناً في المجدل وعراق وسويدان والفالوجا ودير سنيد وبيت جبريل، وقد تطوع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم بتنفيذ مهمة الإتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها. بعد انتهاء الحرب عاد للقاهرة ليعمل مدرساً في الكلية الحربية ومدرسة المشاة.

    تنظيم الضباط الأحرار :

    إنضم زكريا محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بحوالي ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر. شارك في وضع خطة التحرك للقوات وكان المسؤول على عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية وذلك أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالإسكندرية.

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها %D8%B2%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7_%D9%85%D8%AD%D9%8A%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D9%85%D8%B9_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%8A%D9%85_%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1_
    بصحبة الرئيس عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر


    العمل الرسمي :

    تولى محيي الدين منصب مدير المخابرات الحربية بين عامي 1952و 1953، ثم عين وزيراً للداخلية عام 1953. أُسند إليه إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1954. عين بعد ذلك وزيراً لداخلية الوحدة مع سوريا 1958. تم تعينه رئيس اللجنة العليا للسد العالي في 26 مارس 1960. قام الرئيس جمال عبد الناصر بتعيين زكريا محيي الدين نائباً لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيراً للداخلية للمرة الثانية عام 1961.

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها 468px-Yuri_Gagarin_and_Zakaria_Mohieddin_05-02-1962_Cairo_Almaza_Air_Base
    في القاعدة الجوية بمطار ألماظة 05-02-1962 بصحبة يوري جاجارين ( رائد الفضاء السوفيتي وأول إنسان يدور حول الأرض )


    وفي عام 1965 أصدر جمال عبد الناصر قراراً بتعينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية.

    عندما تنحى عبد الناصر عن الحكم عقب هزيمة 1967 ليلة 9 يونيو أسند الحكم إلى زكريا محي الدين، ولكن الجماهير خرجت في مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر في الحكم. قدم محيي الدين إستقالته، وأعلن إعتزاله الحياة السياسية عام 1968.

    شهد زكريا محيي الدين، مؤتمر باندونج وجميع مؤتمرات القمة العربية والإفريقية ودول عدم الانحياز. ورأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في مؤتمر رؤساء الحكومات العربية في يناير ومايو 1965. وفي أبريل 1965، رأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في الإحتفال بذكرى مرور عشر سنوات على المؤتمر الأسيوي ـ الأفريقي الأول.

    عرف عن زكريا محي الدين لدى الرأي العام المصري بالقبضة القوية و الصارمة نظرا للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة، ولم يعرف عنه ما يشين سلوكه الشخصي أو السياسي و كان يتم الترويج له على انه يميل للسياسة الليبرالية، كما كان رئيساً لرابطة الصداقة المصرية-اليونانية.


    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty علي صبري

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الأربعاء يوليو 29, 2009 4:11 am

    علي صبري أحد قيادات الصف الثاني في مجلس قيادة الثورة المصرية وأحد مؤسسي المخابرات العامة المصرية ومديرا لها منذ 1956 إلى غاية 13 مايو من سنة 1957.


    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها %D8%B5%D8%A8%D8%B1%D9%8A_%D8%B9%D9%84%D9%8A
    علي صبري


    عمله :


    تولي رئاسة الوزراء عام 1964 فكان أول رئيس وزراء في تاريخ مصر يحقق بنجاح تنفيذ الخطة الخماسية الوحيدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية

    عين نائبا لرئيس الجمهورية ورئيسا للاتحاد الاشتراكي العربي من 1965 حتى 1967، وأصبح عضوا في اللجنة التنفيذية العليا، ومساعدا لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع الجوي، ومسئول الاتصال بين القوات المسلحة المصرية والقيادة السوفيتية في كل ما يخص التسليح والتدريب والخبراء، وعضو مجلس الدفاع الوطني الذي تشكل في نوفمبر 1970 ويتعلق دوره ما يختص بقضيتي الحرب والسلام



    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها 1_1237489704
    السيد علي صبري نائب الرئيس السادات مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات,والسيد لبيب شقير والسيد يحيى حمودة - القمة العربية ٢٨ فبراير ١٩٧١ .


    وفاته :

    توفي علي صبري في 3 أغسطس عام 1991 عن عمر 71 .

    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty صلاح نصر

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الأربعاء يوليو 29, 2009 6:33 pm

    صلاح الدين بن محمد بن نصر بن سيد أحمد النجومي بن هلال الشويخ من قبيلة جذام (8 أكتوبر 1920 - 5 مارس 1982) كان رئيس المخابرات المصرية بين أعوام 1957-1967.


    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها 180px-Salah_Nasr


    نبذة :

    يعتبر صلاح نصر أشهر رئيس للمخابرات المصرية وله دور بارز في رفع شأن المخابرات العامة المصرية فقد تم في عهده العديد من العمليات الناجحة ، تمنت أسرته المتوسطة الحال أن يصبح طبيباً لكنه فضل أن يدخل المدرسة الحربية ليتخرج ضابطاً.

    المولد والنشأة :

    ولد صلاح نصر في 8 أكتوبر 1920 في قرية سنتماي، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية وكان والده أول من حصل من قريتهم على تعليم عال، و كان صلاح أكبر أخوته لذا كان مميزا كابن بكر بالنسبة لأبيه وأمه. وتلقى صلاح تعليمه الابتدائي في مدرسة طنطا الابتدائية وتلقى تعليمه الثانوي في عدة مدارس نظرا لتنقل أبيه من بلدة لأخرى فقد درس في مدارس طنطا الثانوية، وقنا الثانوية، وبمبة قادن الثانوية بالقاهرة، ونشأ في طبقته الوسطى وأمضى طفولته وصباه في مدينة طنطا، كان يرى حرص أبيه وأمه على الصلاة والصوم فحرص عليهما،وكانت أول هدية حصل عليها من أبيه كاميرا تصوير ماركة «نورتون» ثمنها اثنا عشر قرشا عام 1927 .

    دخوله إلى الكلية الحربية :

    بين عامي 1935 و1936 كان صلاح نصر يدرس في محافظة قنا جنوب مصر وتعرف كثيرا على الصعيد وبهرته أسوان والأقصر ودندرة وأدفو وكوم أمبو، وبعد عام في قنا عاد مع والده إلى القاهرة لينهي دراسته الثانوية ويلتحق بالكلية الحربية في دفعة أكتوبر عام 1936 ولم يكن والده مرحبا بدخوله الكلية الحربية.

    ومرت في هذا الوقت أحداث عديدة عاصرها صلاح نصر وتأثر بها ومنها نشوب الحرب العالمية الثانية والوزارة الائتلافية ووزارة حسين سري وحادث 4 فبراير عام 1942والأحكام العرفية وانقسام الوفد وكتابة مكرم عبيد للكتاب الأسود ضد النحاس وإقالة وزارة النحاس واغتيال أحمد ماهر ثم قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين وحرب 1948 وعودة الوفد للحكم.

    كانت الحياة السياسية في مصر مضطربة في ذلك الوقت، والشباب ثائر يبحث عن دور، وكان صلاح نصر صديقاً لعبد الحكيم عامر منذ عام 1938 أثناء دراستهما في الكلية الحربية، وفي أحد لقاءات عامر ونصر، فاتحه عامر بالانضمام إلى تنظيم الضباط الأحرار فتحمس صلاح نصر للفكرة وانضم إلى التنظيم، وكان جمال عبد الناصر يدرس لهم مادة الشؤون الإدارية في الكلية الحربية.

    وليلة ثورة 23 يوليو عام 1952 قاد صلاح نصر الكتيبة 13 التي كان فيها أغلب الضباط الأحرار وعينه عبد الناصر في 23 أكتوبر عام 1956 نائبا لرئيس المخابرات وكان علي صبري مديرا للمخابرات، وكان زكريا محيي الدين مشرفا على المخابرات والمحرك الفعلي لها لانشغال علي صبري بإدارة أعمال مكتب عبد الناصر، ثم عينه رئيسا للمخابرات العامة المصرية في 13 مايو عام 1957 وعين علي صبري وزيرا للدولة و زكريا محيي الدين وزيرا للداخلية . وهكذا بدأ صعود صلاح نصر .

    تم اعتقاله وقدم استقالته ثلاث مرات، وكانت الاستقالة الأولى نتيجة استقالة المشير عامر عام 1962 لأن صلاح نصر انحاز للمشير على الرغم من أن صلاح نصر كان وسيطا نزيها في التعامل بين الصديقين ناصر وعامر وهو الذي أقنع عامر بالعودة ، والاستقالة الثانية كانت بسبب قضية الأخوان المسلمين حيث كان عبد الناصر يريد أن يوكلها للمخابرات العامة، ،وقد تم الحكم عليه بعد وفاة عبد الحكيم عامر بالمؤبد.


    بداية عمله في المخابرات :

    في 23 أكتوبر 1956 استدعاه جمال عبد الناصر وطلب منه أن يذهب إلى المخابرات العامة ليصبح نائباً للمدير. وكان المدير وقتها هو علي صبري. وبعد عدة شهور أصبح علي صبري وزير دولة. وتولى صلاح نصر رئاسة الجهاز في 13 مايو عام 1957، والمعروف أنه كان مديراً لمكتب عبد الحكيم عامر نائب جمال عبد الناصر وقائد قواته المسلحة.

    دوره في بناء المخابرات المصرية :

    كان بناء جهاز المخابرات المصرية يحتاج تكاليف باهظة من المال والخبرة والأخطر من ذلك هو توفير كفاءات بشرية مدربة تدريبا عاليا وكانت التدريبات هي أولى المشكلات التي واجهها الجهاز الوليد واستطاع صلاح نصر باتصالاته المباشرة مع رؤساء أجهزة المخابرات في بعض دول العالم أن يقدموا عونا كبيرا، تحفظ صلاح نصر الوحيد كان الخوف من إرسال البعثات إلى الخارج بإعداد ضخمة حتى لا تستطيع أي من أجهزة المخابرات في العالم اختراق الجهاز مع نشأته أو زرع بعض عملائها به. فاكتفى صلاح نصر بإرسال عناصر من كبار الشخصيات داخل الجهاز بإعداد قليلة لتلقى الخبرات والعودة لنقلها بدورهم إلى العاملين في الجهاز.

    واستطاع الجهاز بمجهوده الخاص أن يبحث عن المعدات الفنية التي مكنته من تحقيق أهدافه وقام صلاح نصر بالتغلب على مشكلة التمويل حين قام بإنشاء شركة للنقل برأسمال 300 ألف جنيه مصري تحول أرباحها لجهاز المخابرات، وحين اخبر صلاح نصر جمال عبد الناصر بأمر هذه الشركة طلب منه زيادة رأسمالها واتفق معه على أن يدفع من حساب الرئاسة 100 ألف جنيه مساهمة في رأس المال على أن يدفع عبد الحكيم عامر مبلغا آخر من الجيش وتقسم أرباح الشركة على الجهات الثلاث.

    اهتم صلاح نصر بعد ذلك بتحديد أنشطته ومهامه الرئيسية خاصة وان المخابرات الحربية تتبع القائد الأعلى للقوات المسلحة والمباحث العامة لها دورها الآخر في الأمن الداخلي. إذن كانت مهمة المخابرات الوحيدة جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها لصانع القرار. إسرائيل كانت هما شاغلا لهذا الجهاز منذ تأسيسه فصلاح نصر منذ اللحظة الأولى له في المخابرات جمع كل ماكتب عن إسرائيل والموساد وقرأته حيث قامت المخابرات في هذه الفترة بأهم عملياتها ضد إسرائيل تلك العمليات التي أصبحت فيما بعد تدرس في معهد المخابرات الدولية من أشهر تلك العمليات وأهمها عملية لوتز الذي قبض عليه عام 1965.



    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Salah_Nasr_and_son
    صلاح نصر مع إبنه


    استغلال النساء في عمله بالمخابرات :

    في عام 1963 تقرر تشغيل النساء في المخابرات العامة المصرية واتخذ صلاح نصر هذا القرار بعد أن وجد كل أجهزة المخابرات في العالم تستخدم الجنس في عملها. وقد اعترف صلاح نصر بأنهم استعملوا 100 فتاة، وأنهم كانوا يلجأون لتصويرهن من باب السيطرة عليهن وخوفاً من تقلب عواطفهن فيما عرف بعمليات الكنترول. كذلك اعترف بأن بعض الفنانات كان لهن دور. لكنه لم يعترف بحفلات السمو الجنسي على طريقة الهنود.

    مؤلفاته :

    الحرب النفسية - الجزء الأول: معركة الكلمة
    الحرب النفسية - الجزء الثاني: معركة المعتقد
    تاريخ المخابرات - الجزء الأول: حرب العقل والمعرفة
    تاريخ المخابرات - الجزء الثاني: الحرب الخفية
    الحرب الشيوعية الثورية
    مقالات سياسية
    مذكرات صلاح نصر - الجزء الأول: الصعود
    مذكرات صلاح نصر - الجزء الثاني: الانطلاق
    مذكرات صلاح نصر - الجزء الثالث: العام الحزين
    مذكرات صلاح نصر - الجزء الرابع (تحت الطبع)
    عملاء الخيانة وحديث الإفك
    الحرب الاقتصادية في المجتمع الإنساني
    عبد الناصر وتجربة الوحدة
    ثورة 23 يوليو بين المسير والمصير
    أوراق صلاح نصر (تحت الطبع)


    محاكمته :

    أمر الرئيس المصري جمال عبد الناصر باعتقال صلاح نصر وقدمه للمحاكمة وأدانه في قضية انحراف المخابرات بالسجن لمدة 15 سنة وغرامة مالية قدرها 2500 جنيه مصري، وحكم عليه أيضا لمدة 25 سنة في قضية مؤامرة المشير عبد الحكيم عامر. لكنه لم يقض المدة كاملة، إذ أفرج عنه الرئيس المصري أنور السادات في 22 أكتوبر 1974 ضمن قائمة أخرى وكان ذلك بمناسبة عيد النصر.

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Salah_Nasr-1967
    يتشاور مع محاميه أثناء محاكمته

    وفاته :

    كان مدير المخابرات المصرية صلاح نصر على موعد مع أزمة صحية مفاجئة فقد سقط في مكتبه في صباح 13 يوليو عام 1967 مصابا بجلطة دموية شديدة في الشريان التاجي، هزت تلك الأزمة الصحية صلاح نصر من الأعماق فهو لم يكن يتوقع أن يداهمه المرض بكل هذه القوة وهو في مكتبه الخاص في جهاز المخابرات العامة، وبقى مع معاناته مع المرض إلى أن توفي عام 1982.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty أمين هويدي

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الخميس يوليو 30, 2009 2:13 am

    أمين هويدي من مواليد قرية بجيرم مركز قويسنا محافظة المنوفية مصر في 22 سبتمبر سنة 1921. تخرج في الكلية الحربية وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار ليشارك في ثورة 23 يوليو 1952م. تولى رئاسة المخابرات العامة المصرية ووزارة الحربية أيضا في عهد جمال عبد الناصر. وهو الوحيد الذي جمع بين المنصبين.
    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها 8239


    مؤهلاته :

    بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية المصرية.
    ماجستير العلوم العسكرية من كلية أركان حرب المصرية.
    ماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان الأمريكية وهي أرقى كلية قيادة يدخلها أجنبي من أبوين غير أمريكيين .
    ماجستير في الصحافة والترجمة والنشر من جامعة القاهرة .


    أهم المناصب :

    مدرس في الكلية العسكرية ، وأستاذ في كلية الأركان ، ورئيس قسم الخطط في العمليات العسكرية بقيادة القوات المسلحة ، وقد وضح خطة الدفاع عن بور سعيد ، وخطة الدفاع عن القاهرة في حرب 56 .
    قبل 67 كان نائبا لرئيس جهاز المخابرات العامة وبعد هزيمة 67 تولى رئاسة جهاز المخابرات .
    كان مستشارا للرئيس عبد الناصر للشؤون السياسية ، ثم سفيرا في المغرب وبغداد .
    تولى منصب وزير الإرشاد القومي ثم وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء ثم وزيرا للحربية ورئيسا للمخابرات العامة في نفس الوقت وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ مصر الحديث .
    بعد وفاة عبد الناصر وفي أحداث 15 مايو تم اعتقاله ضمن مجموعة 15 مايو بتهمة الخيانة العظمى وحوكم ثم وضع تحت الحراسة ليعمل في البحث والتأليف والكتابة .


    مؤلفاته :

    له 25 مؤلفا باللغة العربية والإنجليزية ويكتب في عدد من المطبوعات : "الأهرام والأهرام الأسبوعي والحياة والأهالي".

    ومن مؤلفاته:

    كيف يفكر زعماء الصهيونية.
    الفرص الضائعة.
    50 عاما من العواصف: ما رأيته قلته.
    حرب 1967: أسرار وخبايا.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty محمد حافظ إسماعيل

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الخميس يوليو 30, 2009 2:33 am

    فى تاريخ الأمم وحياة الشعوب شخصياتٌ استثنائية قد لا يشعر الناس كثيرًا بوجودها ولكنهم بعد حين يفتقدون بشدة غيابها، وهذا النمط الرائع من البشر يعمل غالبًا فى صمت ويتحمل مسؤولياته فى كفاءة،

    ويقدم النموذج الرفيع الذى يجب أن يحتذى به الآخرون وأن تتعلق به الأجيال الجديدة بعيدًا عن أجواء الفساد والتخلف والذاتية، فلقد كان «محمد حافظ إسماعيل» مثالاً للمصرى الوطنى رفيع القدر مرفوع القامة عالى الهامة يتميز بالشموخ والكبرياء فى لحظات الانتصار والانكسار على حدٍ سواء،

    فلقد وصل إلى رتبة «لواء» بالقوات المسلحة المصرية فى أواخر الثلاثينيات من عمره، وعمل مديرًا لمكتب المشير «عبدالحكيم عامر» وكان مختصًا فقط بجوانب العمل العسكرى البحت من تدريب وتسليح وتنظيم وإدارة، وهو يعتبر الخبير الأول فى مفاوضات صفقة الأسلحة «التشيكية» فى منتصف الخمسينيات من القرن الماضى، والتى كانت بمثابة نقلة نوعية فى تسليح الجيش المصرى الحديث، وتميز دائمًا بالكفاءة المطلقة والجدية الكاملة ونظافة اليد وعفة اللسان،

    وعندما جاء إلى وزارة الخارجية المصرية فى مطلع الستينيات كان هو بحق العقل المنظم الذى أعطى الخارجية المصرية شخصيتها المطلوبة، فهو الذى قسمها إلى إدارات متخصصة ووضع قواعد محددة للتعيين والترقى والنقل إلى الخارج من حيث المناطق الجغرافية والمدد المرتبطة بكلٍ منها، ومازالت أجيال سبقتنا بسنواتٍ قليلة تتذكر «محمد حافظ إسماعيل» رئيس لجان الامتحان الشفهى للتعيين فى الخارجية،

    وأسئلته الدقيقة وملاحظاته الواعية بل ومداعباته الرقيقة، وعندما ذهب إلى باريس سفيرًا فى المرة الأولى وهو لا يتحدث الفرنسية لم تمض إلا شهور قليلة وكان «محمد حافظ إسماعيل» يدخل فى حوارٍ بالفرنسية مع الرئيس العملاق بطل التحرير «شارل ديجول»، وقد عمل أيضًا سفيرًا فى «لندن» وسفيرًا فى «موسكو»،

    ثم تم ترشيحه سفيرًا فى «الهند» ولكن الرئيس الراحل «أنور السادات» أجرى تعديلاً على الحركة الدبلوماسية قبل مغادرة «حافظ إسماعيل» القاهرة بأيامٍ قليلة لكى ينقله إلى«باريس» سفيرًا لدى فرنسا للمرة الثانية، وقد عمل «محمد حافظ إسماعيل» رئيسًا للديوان الجمهورى، ثم مستشارًا للأمن القومى فى فترة شديدة الحساسية بالغة الصعوبة من تاريخنا الوطنى وكنَّا نتندر،

    نحن شباب الدبلوماسيين، على صرامة «حافظ إسماعيل» وجبينه المقطب دائمًا وابتسامته الغائبة، فكنا نطلق عليه اسم «كيشنجر» على وزن نظيره الأمريكى «كيسنجر»،

    ولقد أبلى الرجل دائمًا بلاءً حسنًا فى المفاوضات والمباحثات والمنظمات لأنه كان صاحب عقلية مرتبة للغاية وشخصية جادة فى كل الظروف، وعندما أولانى السيد «عمرو موسى» وزير الخارجية - آنذاك - موقعى مديرًا لمعهد الدراسات الدبلوماسية عام ١٩٩٣ اقترحت تكريمًا سنويًا لإحدى الشخصيات البارزة فى تاريخ الدبلوماسية المصرية حتى يرى فيهم الدبلوماسيون الجدد قدوة تحتذى ونموذجًا يقتفى،

    ومازالت هذه السنة الحميدة تتواجد سنويًا مع زملائى السفراء من مديرى المعهد الدبلوماسى حتى الآن، ولقد بدأت هذه السلسلة من التكريم بالسيد «محمد حافظ إسماعيل» حيث دعوته متحدثًا إلى أبنائه من شباب السلك الدبلوماسى المصرى فى حضور مساعدى وزير الخارجية وعدد من البارزين الذين عملوا إلى جواره فى المواقع العسكرية والمدنية المختلفة،

    وأذكر ممن حضروا التكريم الدكاترة «أسامة الباز» و«على السمان» والسفيران «أحمد ماهر» و«على ماهر»، وقد حاول الدكتور «عصمت عبد المجيد» حضور تلك المناسبة، ولكن حالت ظروف ارتباط عمله أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية دون ذلك، والجدير بالذكر أن الدكتور«عصمت» بتاريخه الطويل وخبرته العريقة قد عمل مديراً لمكتب «حافظ إسماعيل» فى مرحلة معينة، ومازلت أتذكر أن السيد «حافظ إسماعيل» فى يوم تكريمه بالمعهد الدبلوماسى كان ودودًا رقيقًا،

    كما أهديته يومها باسم الدفعة التى كانت تدرس بالمعهد «شهادة تقدير» تتضمن أسباب تكريمه والمحطات البارزة فى تاريخه النقى النظيف والمتألق المزدهر فى ذات الوقت، وتواصلت علاقتى بذلك الرجل العظيم خصوصًا أثناء عضويتنا معًا فى «لجنة العلوم السياسية» بالمجلس الأعلى للثقافة وكان معنا مديرٌ سابقٌ لمكتبه أيضًا هو السفير «عبد الهادى مخلوف» أطال الله فى عمره ..

    وذات يوم انسحب ذلك المقاتل «محمد حافظ إسماعيل» من ساحتى الحرب والدبلوماسية معًا ليزوى فى مقبرةٍ تذكِّر المصريين جميعًا بأن رجلاً عظيمًا قد رحل عن عالمنا تاركًا مدرستين ناجحتين فى القوات المسلحة ووزارة الخارجية، لقد مضى ولكن ذكره سوف يبقى بين الشوامخ من أبناء الكنانة.


    بقلم د.مصطفى الفقى - جريدة المصري اليوم - ٣٠/ ١٠/ ٢٠٠٨


    تولى رئاسة المخابرات العامة لفترة قصيرة سنة 1970.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty أحمد كامل

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الجمعة يوليو 31, 2009 1:34 am

    من الثابت أن السيد أحمد كامل كان قد تقلد منصب محافظ الأسكندرية فى 6نوفمبر 1968 بعد أحداث الطلاب فى هندسة الأسكندرية الى 17 نوفمبر 1970 أى عامان بالتمام والكمال وذلك فى الشفق الأول من ولاية الرئيس السابق أنور السادات ، وعمل خلالها كمحافظ نشط سياسياً و اجتماعياً فى مدينة الأسكندرية التى التهبت نشاطاتها السياسية والتعبوية فيما بعد نكسة 1967؛ وانتظم الجميع على مستوى مصر فى قالب تنظيمى سياسى واحد ؛ حاول رجال عبدالناصر أن يصححوا من خلاله سياسياً ما فسد- من وجهة نظرهم – بما اتفق عليه وقتذاك بالتنظيم الطليعى .

    تقلد منصب رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بين 17 نوفمبر 1970 حتى 13مايو 1971 تمت اقالته من المخابرات بمعرفة الرئيس الراحل السادات ومحاكمته بعد ذلك في بداية عام 1971 في الأحداث المعروفة بأسم " أحداث 15 مايو " والتى أطاحت برموز النظام السابقين في قضية مراكز القوى مثل علي صبري ومحمد فائق وشعراوي جمعة ومحمد فوزي وسامي شرف.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty المشير أحمد اسماعيل علي

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الجمعة يوليو 31, 2009 2:41 am

    النشأة :
    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها 1


    البطل المشير ( أحمد إسماعيل ) قبل أن يولد كانت والدته قد أنجبت عدداً من البنات ، ولما حملت فيه فكرت فى إجهاض نفسها خشية أن يكون المولود الجديد بنتاً .. حدث ذلك فى شهر أكتوبر عام 1917 بالمنزل رقم 8 بشارع الكحالة بشبرا بمحافظة القاهرة ، ولم تكن الأم تدرك ما سيكون عليه مستقبل ابنها ؟‍‍ .

    كان والده ضابط شرطة وصل إلى درجة مأمور ضواحي القاهرة. فى سن الطفولة عندما كان يسأله الكبار : نفسك لما تكبر تبقى إيه يا أحمد ؟ فيقول : نفسى أبقى ضابط بالجيش المصرى ، وعقب حصوله على الثانوية العامة من مدرسة شبرا الثانوية حاول الإلتحاق بالكلية الحربية لكنه فشل فالتحق بكلية التجارة وبعد مرور عام على وجوده في كلية التجارة حاول الإلتحاق بالكلية الحربية مرة ثانية لكنه فشل مرة آخرى.

    وفي عام 1934 وكان وقتها في السنة الثانية قدم أوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى الكلية الحربية للمرة الثالثة لكن الكلية رفضت طلبهما معا لانهما من عامة الشعب إلا أنه لم ييأس وقدم أوراقه بعد أن أتم عامه الثالث بكلية التجارة ليتم قبوله أخيرا بعد أن سمحت الكلية للمصريين بدخولها.

    فى عام 1938م تخرج فى الكلية الحربية برتبة ملازم ثان فى دفعة مزدوجة ( 37-38 ) ومن زملائه : جمال عبد الناصر ، ومحمد أنور السادات ، وعبد المنعم رياض ، ويوسف السباعى ، وأحمد مظهر ، والتحق بسلاح المشاه .
    فى بعثة التدريب بدير سفير بفلسطين عام 1945م جاء ترتيبه الأول على الضباط المصريين والإنجليز .

    وبعد تخرجه برتبة ملازم ثان التحق بسلاح المشاة وتم إرساله إلى منقباد ومنها إلى السودان، ثم سافر في بعثة تدريبية مع بعض الضباط المصريين والإنجليز إلى ديرسفير بفلسطين عام 1945 وكان ترتيبه الأول.

    أشترك في الحرب العالمية الثانية - التى دخلتها مصر رُغما عنها بسبب وقوعها تحت الإحتلال البريطاني – كضابط مخابرات في الصحراء الغربية حيث ظهرت مواهبه في هذا المضمار.

    شارك في حرب فلسطين عام 1948 كقائد مشاه فى رفح وغزة ، وتلك الخبرة أهلته ليكون أول من قام بإنشاء نواة قوات الصاعقة في تاريخ الجيش المصري كما شارك في إنشاء القوات الجوية.

    وفي عام 1950 حصل على الماجستير في العلوم العسكرية وكان ترتيبه الأول، وعين مدرسا لمادة التكتيك بالكلية لمدة 3 سنوات، تمت ترقيته عام 1953 لرتبة لواء.

    وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كان برتبة ( عقيد ) تصدى له كقائد للواء الثالث مشاه في رفح ثم في القنطرة شرق وكان أول من تسلم بورسعيد بعد العدوان .

    تميز البطل ( أحمد إسماعيل على ) بدماثة الخلق ، والبساطة ، والشجاعة ، والتفانى فى العمل ، والتمسك بالتقاليد والقيم العسكرية ، وتميزت عسكريته بالضبط والربط ، وكان يسخر كل إمكاناته لخدمة وراحة ضباطه وجنوده لأنه كان مؤمناً بأن الجندى المقاتل هو أثمن سلاح فى المعركة .

    التحق عام 1957 بكلية مزونزا العسكرية بالإتحاد السوفيتي ثم عمل كبير معلمين في الكلية الحربية عام 1959 وتركها بعد ذلك ليتولى قيادة الفرقة الثانية مشاة التى أعاد تشكيلها ليكون أول تشكيل مقاتل في القوات المسلحة المصرية.

    فى عام 1960 حاولت مراكز القوى الإطاحة به ، وكان برتبة (عميد ) .

    تولى قيادة قوات سيناء خلال الفترة من عام 1961 حتى عام 1965، وعند إنشاء قيادة القوات البرية عين رئيسا لأركان هذه القيادة وحتى حرب 1967.

    وبعد عام 1967م وجدت تلك المراكز مبرراً للإطاحة به ، وبالفعل نجحوا فى ذلك حيث أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارا بإقالة عدد من الضباط وكبار القادة وكان من بينهم أحمد إسماعيل، وبعد أقل من 24 ساعة أمر الرئيس عبد الناصر بإعادته للخدمة , وسلمه قيادة القوات شرق قناة السويس .

    تم تعيينه في العام نفسه قائدا عاما للجبهة، وكان لديه شعور وإحساس قوي ان الجيش المصري لم يُختبر في قدراته وكفاءته خلال حرب 1967 ولم يأخذ فرصته الحقيقية في القتال، وكان يعتقد أن المقاتل المصري والعربي لم تتح له الفرصة لمنازلة نظيره الإسرائيلي منازلة عادلة لأنه لو أتيحت له هذه الفرصة لكانت هناك نتيجة مغايرة تماما لما حدث في النكسة.

    قال عنه الرئيس ( جمال عبد الناصر ) بعد تعيينه قائداً للجيش فى الجبهة عقب نكسة 1967م : ( إنه يستحق عن جدارة هذا المنصب وقادر على تبعاته وتحقيق نتائج مبهرة ) .

    وكان على قناعة تامة بأنه لا يمكن إسترداد الأرض المصرية والعربية التى سلبتها إسرائيل عام 1967 بدون معركة عسكرية تغير موازين المنطقة وترفع لمصر والعرب هامتهم، لذلك بدأ في إعادة تكوين القوات المسلحة فأنشأ الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، وكان له الفضل في إقامة أول خط دفاعي للقوات المصرية بعد 3 أشهر من النكسة.

    جمع شتات القوات العائدة من سيناء وأعاد تنظيمها وتسليحها وخلال فترة وجيزة خاض بهذه القوات معارك أعادت الثقة للجندي المصري في رأس العش، والجزيرة الخضراء ودمرت القوات البحرية المدمرة الإسرائيلية إيلات.

    وقال عنه الفريق أول عبد المنعم رياض : ( إنه لا يسمح لأحد سواه فى القوات المسلحة أن يناقشه فى الأمور العسكرية ) .

    فى أواخر عام 1968م تولى البطل ( أحمد إسماعيل على ) رئاسة هيئة العمليات ، وبعد استشهاد الفريق ( عبد المنعم رياض ) رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة فى التاسع من شهر مارس عام 1969م تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة ، ولكن أعداء النجاح استطاعوا زرع الوقيعة بينه وبين الرئيس (جمال عبد الناصر ) ولذلك استدعاه الفريق أول ( محمد فوزى ) وزير الحربية وأبلغه فى الثانى عشر من شهر سبتمبر عام 1969م بإعفائه من منصبه وتركه للحياة العسكرية ككل ، فاستقبل هذا القرار بهدوء .

    عكف بعد إعفائه من مناصبه على كتابة خطة حربية مثالية لإستعادة سيناء وأنهى هذه الخطة بالفعل معتمدا على خبرته وما يملكه من قراءات موسوعيه في التاريخ العسكري، وقرر إرسال الخطة للرئيس عبد الناصر لكنه أحجم عن ذلك في اللحظة الأخيرة.

    فى الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 1970م توفى الرئيس ( جمال عبد الناصر ) ، وتولى الرئيس ( محمد أنور السادات ) حكم مصر فى شهر أكتوبر عام 1970م وكان يعلم تمام العلم وطنية المشير ( أحمد إسماعيل على ) ولذا اختاره فى 15 مايو عام 1971م لرئاسة جهاز المخابرات الحربية ، وفى السادس والعشرين من شهر أكتوبر عام 1972م استدعاه إلى منزله بالجيزة لتعيينه قائداً عاماً للقوات المسلحة ، ووزيرا للحربية وطلب منه البدء فوراً فى الإعداد للحرب وإعادة الكرامة لمصر والأمة العربية ، وقد كتب الفريق أول ( أحمد إسماعيل ) ظروف تعيينه وزيراً للحربية وقائداً عاماً للقوات المسلحة بقلمه حيث قال : ( كان هذا النهار أحد الأيام الهامة والحاسمة فى حياتى كلها ، بل لعله أهمها على الإطلاق .. التاريخ 26 أكتوبر 1972- 19 رمضان 1392هـ حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر ، والمكان .. منزل الرئيس السادات بالجيزة .. كنا – سيادته وأنا – نسير فى حديقة المنزل .. لم أكن أدرى سبب استدعائى ، ولكنى توقعت أن يكون الأمر هام وخطير ، وبعد حديث قصير عن الموقف حدث ما توقعته حيث أبلغنى سيادته بقرار تعيينى وزيرا للحربية اعتبارا من ذلك اليوم ، وفى نفس الوقت كلفنى بإعداد القوات المسلحة للقتال بخطة مصرية خالصة تنفذها القوات المسلحة المصرية ليتخلص بها الوطن من الاحتلال الصهيونى (1) ، كان لقاؤه لى ودوداً إلى أقصى حد ، وكان حديثه معى صريحاً إلى كل حد ، وعندما أنتهى اللقاء ركبت السيارة لتنطلق فى شوارع القاهرة وشريط من الذكريات والأحداث والظروف تمر فى ذهنى وأمام عينى .. هآنذا أعود مرة أخرى لأرتدى الملابس العسكرية حيث كانت آخر مرة خلعتها يوم 12 سبتمبر 1969م عندما أبلغنى الفريق محمد فوزى وزير الحربية قرار إعفائى من منصبى كرئيس للأركان ، وأذكر وقتها أننى قلت لوزير الحربية : ( كل ما أرجوه أن أتمكن من الاشتراك فى القتال عندما يتقرر قيام القوات المسلحة بحرب شاملة ضد إسرائيل ، وفى هذه الحالة أرجو أن أعود إلى الخدمة ، ولو كقائد فصيلة أو جندى ) .

    أشرف البطل ( أحمد إسماعيل على ) بنفسه على تدريبات القوات المسلحة و فى لقاء مع الرئيس السادات سأله عن إمكانية دخول معركة عسكرية ناجحة ؟ فقال : قواتنا قادرة على ذلك ولكن بالتخطيط والإعداد السليم ، وتمكن فى شهور من التغلب على مشاكل رئيسية كانت تقف عقبة أمام العبور .

    فى الثامن والعشرين من يناير عام 1973م قامت هيئة مجلس الدفاع العربى بتعيينه قائداً عاماً للجبهات الثلاث .. المصرية والسورية والأردنية .
    وقبل أن تبدأ المعارك يوم السادس من أكتوبر 1973م كان أحد أربعة يعلمون موعد ساعة الصفر وهم : الرئيس محمد أنور السادات ، والرئيس السورى حافظ الأسد ، ومحمد عبد الغنى الجمسى ، وأحمد إسماعيل على .

    وفى يوم الثلاثاء السابق ليوم السبت السادس من أكتوبر 1973م استدعاه الرئيس ( محمد أنور السادات ) وقال له : ( اليوم الثلاثاء وسوف نحارب يوم السبت القادم ، ويوم الثلاثاء قد تكون جثتك معلقة فى ميدان التحرير لو لم تكسب المعركة فهل أنت قابل ؟ فرد ) نعم أنا قابل يا سيادة الرئيس من أجل مصر ) وفى السادس من أكتوبر قاد قوات الجبهتين الشمالية والجنوبية فى حرب التحرير .

    وعرف عنه إنه ( رجل المهام الصعبة ) وفى تواضع شديد قال : ( لست إلا رجلا من بين هؤلاء الرجال أتاحت الظروف أن أكون فى موقع القيادة فوفقنى الله بهم ، ووفقنا جميعا إلى تحقيق أمل أمتنا فيها ، وتحقق نصر أكتوبر المجيد ) .
    فى أعقاب حرب أكتوبر أصدر الرئيس ( السادات ) قراراً بترقية الفريق أول ( أحمد إسماعيل ) إلى رتبة ( المشير ) أرفع الرتب العسكرية .

    قال عنه الرئيس محمد أنور السادات : ( إن الأمة العربية لم تنجب مثله لا فى المعلومات العسكرية ولا فى رباطة الجأش أثناء إدارة المعركة ) .
    وقال عنه الرئيس محمد حسنى مبارك : ( إنه نوع فذ من القادة العظام ) .
    وقال مؤلفو كتاب - حرب كيبور - : ( لم تكن المفاجأة فى الاستيلاء على نقاط خط بارليف الحصينة وحدها ، كانت المفاجأة هى وجود قائد مصرى يستطيع أن يحارب بهذه الكفاءة ) .. وكان المقصود بالمفاجأة الأخيرة هو البطل المشير ( أحمد إسماعيل ) .

    ونشرت مجلة التايمز البريطانية : ( أحمد إسماعيل هو الرجل الذى خطط لعبور الجيش المصرى فى سرية تامة وتصيد إسرائيل بصورة مفاجأة ، وإنه يتمتع بشخصية أبوية بالإضافة لقيادته العسكرية ) .

    منحه الرئيس السادات رتبة المشير في 19 فبراير عام 1974 إعتبارا من السادس من أكتوبر عام 1973 وهي أرفع رتبة عسكرية مصرية، وهو أول ضابط مصري على الإطلاق يصل لهذه الرتبة.

    تم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.

    فى الثانى من شهر ديسمبر عام 1974م وقبل وفاته بأيام نشرت مجلة ( الجيش ) الأمريكية صورة البطل المشير ( أحمد إسماعيل على ) ضمن 50 شخصية عسكرية معاصرة أضافت للحرب تكتيكاً جديداً وقالت : ( أنه القائد المصرى الذى يتمتع بقدرة هائلة على الصبر وتحمل المفاجآت ولديه ابتسامة عريضة لا تمكن الصحفيين من التقاط أى معلومة لا يريد أن ينطق بها ) .
    حصل المشير ( أحمد إسماعيل على ) على العديد من الأوسمة والنياشين والميداليات تقديراً لكفاءته العسكرية .


    وفاته :

    سقط المشير أحمد إسماعيل بعد كل هذه الأعباء التى تحملها في حياته فريسة لسرطان الرئه، وفارق الحياة يوم الأربعاء ثاني أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن 57 عاما في أحد مستشفيات لندن .

    لم يتمكن المشير – رحمه الله – من كتابة أهم كتاب عن حرب أكتوبر لكنه كان يكرر دائما أن الحرب كانت منظمة ومدروسة جدا وأن أى صغيرة أو كبيرة خضعت للدراسة وأن شيئا لم يحدث بالصدفة.

    من أقواله :

    - لقد حققنا إنتصارا كبيرا بل حققنا إنتصارا مضاعفا لأننى تمكنت من الخروج بقواتي سليمة بعد التدخل الأمريكي السافر في المعركة.

    - كانت سلامة قواتي شاغلي طوال الحرب لذلك قال بعض النقاد أنه كان علينا أن نتقبل المزيد من المخاطرة وكنت على استعداد للمخاطرة والتضحيات لكنني صممت على المحافظة على سلامة قواتي لاننى اعرف الجهد الذى اعطته مصر لإعادة بناء الجيش وكان على أن أوفّق بين ما بذل من جهد لا يمكن ان يتكرر بسهولة وبين تحقيق الهدف من العمليات.

    - كنت أعرف جيدا معنى أن تفقد مصر جيشها إن مصر لا تحتمل نكسة ثانية مثل نكسة يونيو 1967 واذا فقدت مصر جيشها فعليها الاستسلام لفترة طويلة.

    وتقول زوجته السيدة سماح الشلقانى : ( كان البطل المشير أحمد إسماعيل على علاقة طيبة بالقادة والجنود ، وأذكر أن عقد قران ابنتنا نرمين .. شاهدى عقد زواجها هما : الرئيس جمال عبد الناصر ، والمشير عبد الحكيم عامر ، وعندما ترك الخدمة فى شهر سبتمبر عام 1969م قرر له الرئيس جمال عبد الناصر معاش وزير ، وقد كان وقتها رئيساً للأركان ) .
    ويقول الدكتور السفير محمد أحمد إسماعيل : ( والدى كان يقول لى .. والدتك تستحق أعلى الأوسمة فلقد تكفلت بتربيتكم وجعلتنى أتفرغ تماماً لعملى ودراساتى ) .
    وتقول الدكتورة نرمين أحمد إسماعيل : ( والدى كان أب حنون بمعنى الكلمة ، وكان يضع قواعد ما زلنا ننفذها حتى الآن منها : احترام الصغير للكبير ، وعدم الحديث بصوت مرتفع ، فالنظام والاحترام وحب الدراسة وحب مصر أشياء وضعها أبى ببساطة داخلنا حتى صارت جزءا منا ) .

    رحم الله البطل المشير ( أحمد إسماعيل على ) واضع خطة السادس من أكتوبر 1973م ، والقائد الذى أدخل الرعب فى قلب تل أبيب
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty أحمد عبد السلام توفيق

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الجمعة يوليو 31, 2009 2:47 am

    اللواء أحمد عبد السلام محمد توفيق ولد في 23 مارس 1920 وتوفي في 5 يونيو 1998. تخرج في الكلية الحربية سنة 1939، وتدرج في المناصب بالجيش المصري حيث تولى قيادة الجيش الثاني الميداني، وقيادة المنطقة المركزية العسكرية، وانتقل منها إلي محافظه قنا كمحافظ لها في 19 يونيو 1971 ثم غادرها إلي رئاسة جهاز المخابرات العامة خلفا للواء أحمد إسماعيل علي، وذللك في مارس 1973 إلي أن سلمه للواء كمال حسن علي في نوفمبر 1975، حيث كان رئيسا للمخابرات العامة وقت حرب أكتوبر، ثم عين هو بعد ذلك سفيرا لمصر بجمهورية الصين الشعبية إلي أن أحيل للتقاعد في مارس 1980.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty كمال حسن علي

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الجمعة يوليو 31, 2009 5:04 pm

    كمال حسن علي كان قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع وتولى رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية كما تولي منصب وزير الخارجية وكان قائدا لسلاح المدرعات في حرب 1973.
    ولد في حي عابدين،وكان ابوه من عائله عريقه في اسيوط واشتهر بالتسامح وطيبة القلب.
    وقام بتدوين مذكراته في كتاب باسم مشاوير العمر وركز فيه على حرب 1948م, ثم مشواره في الخارجية ومشوار المخابرات ومشوار رئاسة الوزراء.




    السيد كمال حسن علي من اليمين بصحبة الرئيس الراحل أنور السادات ونائبه وقتها السيد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty محمد سعيد الماحي

    مُساهمة من طرف AbuMohamed الجمعة يوليو 31, 2009 11:16 pm

    هو الفريق محمد سعيد الماحي، من مواليد دمياط في 1 فبراير 1922م، وتخرج في الكلية الحربية سنة 1942م، ثم في كلية أركان حرب سنة 1951م.
    شارك في حرب ‏1967, شغل منصب قائد سلاح المدفعية في حرب أكتوبر. رقي إلى رتبة الفريق سنة 1974م. وصفه الرئيس السادات في مذكراته بأنه رجل رهيب كمدفعيته حيث أنة كان يتميز بالهدوء والدقة الشديدة.

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Gov41


    حرب 1973 :

    الساعة تدق الثانية بعد الظهر,مركز العمليات الرئيسي للقوات المسلحة..انظار الجميع معلقة باللوحة الخاصة بالقوات الجوية.. ضباط الاتصال بالقوات الجوية يسجلون اتجاه المقاتلات المصرية نحو الشرق الي قناة السويس وسيناء..بعد اربع دقائق.. كانت الطائرات تعبر سماء القناة في خط مستقيم علي ارتفاع شديد الانخفاض.. تخترق اجواء سيناء وتتفرق الاسراب الي اهدافها. قام بوضع خطة أكبر تمهيد نيرانى في تاريخ الحروب على مستوى العالم عاونة فيها العميد منير شاش والعميد محمد أبو غزالة قائدى المدفعية في الجيشين الثالث والثانى

    في تمام الثانية وخمس دقائق.. يعطي اللواء محمد سعيد الماحي مدير المدفعية الامر لتشكيلات المدفعية قائلا : 'مدافع النيل.. اضرب'..وعلي مدي 53 دقيقة يهدر أكثر من 4 آلاف مدفع علي امتداد الجبهة لقصف خط بارليف.. كان معدل القصف 10 آلاف و500 دانة مدفع في الدقيقة الواحدة أي 175 دانة في الثانية الواحدة(اجمالى 556500 قذيفة مدفعية أى أكثر من نصف مليون قذيفة )، كان هذا التمهيد النيراني لعبور قوات المشاة هو الأكبر من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية.


    رئاسته للمخابرات :

    تولي رئاسة المخابرات العامة في الفترة ما بين سنتي 1978 و1981 حتى أواخر عهد الرئيس محمد أنور السادات.

    تولي منصب محافظ إسكندرية في الفترة من 24 أغسطس 1981 ـ 17 مايو 1982

    الوفاة :

    انتقل إلي رحمة الله تعالي الفريق محمد سعيد الماحي كبير الياوران الأسبق عن عمر يناهز‏85‏ عاما‏ في 20/06/2007 .‏
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty اللواء محمد فؤاد نصار

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 12:06 am


    اللواء محمد فؤاد نصار. ضابط مصري بالقوات المسلحة. تولى رئاسة المخابرات الحربية في عهد حرب أكتوبر، ثم تولى رئاسة المخابرات العامة في الفترة من 1981 إلى 1983.
    -----------------------------------------------------------------
    جريدة المصري اليوم - الجزء الأول من حوار السيداللواء محمد فؤاد نصار رئيس المخابرات الأسبق مع الصحفي محمد السيد صالح ١٦/ ٧/ ٢٠٠٧ .





    الرجل كان قد وافق علي الحديث إلينا.. وكنت أبحث عن مسؤول كبير في المخابرات اقترب من أشرف مروان ليقول لنا القول الفصل: هل كان الغامض الراحل جاسوساً أم وطنياً مخلصاً لبلده؟

    لكني اكتشفت خلال حوار استمر لما يزيد علي ٤ ساعات كاملة، أن حكاية مروان هي الأقل أهمية في ذاكرة الرجل وأولوياته، وأنه كنز حقيقي من العظمة والخبرة والمعلومات، ومثال علي عبقرية المصريين في التحول من النكسة للانتصار، الرجل صاحب تاريخ ومواقف ممتدة مع الزعماء من ١٩٤٤ وحتي الآن، البداية برفضه تقبيل يد الملك فاروق في طابور تخرجه في الكلية الحربية، ثم اشتراكه في الثورة.. ومعاناة عائلته منها فيما بعد..

    وشاهد علي النكسة وصُناعها حين كان أحد القادة الذين يشكلون مربعاً ناقص ضلع لاستقبال المشير بسيناء في ٥ يونيو، وصانع للنصر في ١٩٧٣ تحت قيادة السادات وإلي جوار العظماء إسماعيل والشاذلي والجمسي.. وغيرهم.. ثم إحدي الأدوات الاستراتيجية للرئيس الراحل للتعامل مع بدو سيناء حرباً وسلماً.. وثعلب في الصحراء الغربية لمواجهة أطماع القذافي..

    آخر محطات الرجل كانت مع مبارك في موقفين.. الأول برفضه الحصول علي قرار جمهوري في ١٩٨٣ ليبقي في منصبه كمدير للمخابرات العامة ما بعد الستين.. بالمخالفة لقانون المخابرات العامة الذي تغير فيما بعدوالموقف الثاني حين وثق مبارك في نصار لتوثيق وقائع الثغرة.

    .. هل عملت مع أشرف مروان أو اطلعت علي عملياته أثناء توليك إدارة المخابرات الحربية أو المخابرات العامة؟

    - كانت علاقة أشرف مروان مباشرة مع الرئيس السادات.. وكنت قبيل وأثناء الحرب مديراً للمخابرات الحربية والتي بدأت عملي فيها خلال الفترة من ١٩٧٢ وحتي ١٩٧٦.

    ولكن في هذه الفترة كانت جميع الأجهزة، مخابرات عامة، مخابرات حربية، وحتي الرئيس نفسه، يشاركون في تخطيط عملية المباغتة للعدو، والتي أعتبرها السبب الرئيسي في انتصارات أكتوبر، وعملية المفاجآت أو المباغتات أنواع، منها مفاجأة استراتيجية، وأخري سياسية.. والأهم هي المفاجأة العسكرية.

    وأنا كان لي تخصص معين في الناحية العسكرية، والناحية الاستراتيجية العسكرية، أما الناحية الاستراتيجية الدولية والسياسية فلم تكن من اختصاصي، ولكن كانت من اختصاص الرئيس السادات وبشكل مباشر هو الذي كان يشرف عليها، وأنا أعتبر السادات رجلاً سياسياً حقيقياً، فجمال عبدالناصر زعيم، أما أنور السادات فهو سياسي.

    .. وما الفارق بينهما في عمل المخابرات؟

    - لم أشارك في أي جهاز مخابراتي أيام عبدالناصر، ولكن كانت علاقته المباشرة بالمخابرات العامة عن طريق صلاح نصر الذي كان يتولي تنفيذ سياساته في الشؤون الداخلية، وإدارة البلاد، وعبدالناصر كان زعيماً، ولكل زعيم أخطاؤه وإيجابياته، أما السادات فكان سياسياً حقيقياً، ولذلك فهو كان يشارك في عملية الخداع الاستراتيجي السياسي الدولي، وكان يستخدم أشرف مروان في هذا، ولكن لم يكن لهذا النوع من العمل علاقة بالجانب العسكري، لذلك لم نكن شركاء فيه.

    .. وماذا تعلم عن أشرف مروان؟

    - ما أعلمه عن مروان أنه كان شريكاً في صنع الخداع الاستراتيجي، وأنا متأكد من ذلك، ولكن نوع العمل الذي قام به بالتفصيل لا أستطيع أن أحكم عليه.

    .. ولكن مارأيك في المزاعم الإسرائيلية حوله؟

    - إسرائيل لها أهداف كثيرة من استغلال قصة أشرف مروان وتحويرها، ومن وجهة نظري أن حرب ١٩٧٣ كانت نقطة تغير كبيرة ورئيسية لهم في شكل تكوينها وأطماعها، ولذلك فهي تثير من آن لآخر نوعاً من أنواع عدم الثقة والتقليل من شأنها.

    .. لكن عندما توليت منصب مدير المخابرات العامة في أغسطس ١٩٨١ كان بعض كبار الصحفيين في مصر وخاصة في الأخبار وأخبار اليوم قد شنوا حملة قوية ضد أشرف مروان وثروته وعلاقته بالسعودية وليبيا، وبصفقات السلاح وقيامه بعمليات سمسرة فيها، حتي أن موسي صبري قال إن المخابرات العامة وافقت علي قيام النيابة العامة بتفتيش منزله.. فهل تصفحت أو اطلعت علي أوراق تخصه في المخابرات في هذه الفترة؟

    - لا لا.. لم تعرض علي أي أوراق تخص مروان، وأنا سمعت أمين هويدي، الذي تولي مسؤولية المخابرات العامة خلال فترة عمل مروان إلي جوار الرئيس، وهو رجل علي خلق ودراية، يقول إنه لا توجد أي أوراق تخص أشرف مروان في الجهاز.. أنا أيضاً لم أعثر علي أي أوراق تخصه.

    .. في رأيك، هل قتل أشرف مروان أم انتحر؟

    - أنا في تقديري أن عملية الليثي ناصف وعمليتي أشرف مروان وسعاد حسني، مسألة غير عادية، ما هي، لا أعرف لكنها عملية غير عادية.

    .. بمناسبة الحديث عن هذا السيناريو المكرر، ما علاقة سعاد حسني بإسرائيل؟

    - سعاد حسني لم تكن عميلة مزدوجة أو تعمل لصالح إسرائيل.

    .. ألم تر أي أوراق تخص سعاد حسني أو أحداً من المشاهير في هذا الصدد؟

    - سعاد حسني كانت مجندة للمخابرات المصرية هي وغيرها، وهذا كان أسلوباً من الأساليب التي تتبعها المخابرات للحصول علي معلومات من الشخصيات التي تميل تجاه السيدات، فكانت المخابرات تأتي بهن وتوصلهن بهذه الشخصيات ليجلسن معهم ويدخلن غرفهم ويسجلن لهم، وبهذا يكون معنا سلاح ضد هذه الشخصيات.

    .. وهل كانت تستخدم هذه الأساليب مع العرب فقط أم أن هناك شخصيات أجانب؟

    - عرب فقط.

    .. وفي عصر من استخدمت المخابرات هذا الأسلوب؟

    - أيام صلاح نصر.

    .. ألم تتم عمليات مشابهة أيام السادات؟

    - لا.

    .. لكن السادات قال إن أشرف مروان يقوم بمهام نترفع أن نقوم بها، وقيل إنه كان علي علاقة جيدة مع الليبيين، خاصة عبدالسلام جلود؟

    - الذي أعلمه فعلاً أنه كانت له علاقة طيبة بجميع الحكام وكان رجلاً دبلوماسياً وكان له علاقة شخصية بالنسبة لهم، محبوب ومطلوب، ويستطيع تنفيذ العديد من الأشياء، وله دور في عملية «الخداع الاستراتيجي» وكذلك كانت له علاقات جيدة مع العرب من خلال الهيئة العربية للتصنيع.

    .. إذن، ما السيناريو الذي تتخيله لوفاة مثل هذه الشخصيات من حيث تشابه أسباب وظروف الوفاة؟

    - هو كلما ذهب شخص إلي لندن يسقط من البلكونة ويقع! هل هذا منطق؟ ما الذي يكمن وراء ذلك، هذا عمل غير طبيعي، لكني أعتقد أن هناك أجهزة مخابراتية داخلة في هذه المواضيع.

    .. في قضية أشرف مروان قد تكون إسرائيل وراء قتله؟

    - ولمَ لا!

    .. ذكرت أن عمل المخابرات العامة في فترة السلام أهم من فترة الحرب؟

    - من يعمل في المخابرات فهو في قتال دائم، وحرب لا نهاية لها، ولا يوجد شيء اسمه سلام في المخابرات، والعمل في السلام مثلما أقول دائماً هو عبارة عن تجهيز لسياسة دولة في جميع المجالات «عسكرية وسياسية واقتصادية واستراتيجية ودولية» أكثر من العمل في الحرب، فالعمل في السلام أكثر من العمل في الحرب.

    .. أنت جئت مديراً للمخابرات العامة بعد كامب ديفيد، فما ظروف اختيارك للمنصب؟

    - أنا كنت قبلها محافظاً لمطروح، وأعتقد أني قمت بدوري فيها وكنت مبسوطاً مما أقوم به، وأعتقد أن الدولة كانت تري هذا أيضاً، وفي العيد القومي لمطروح في آخر أغسطس ١٩٨١ (قبل الاعتقالات) وأثناء الاحتفال، جاء لي مدير مكتبي وقال: النائب حسني يريدك علي التليفون، فقلت له أن يبلغه أني في الاستعراض وسوف أعاود الاتصال به بعد الانتهاء منه، وعندما اتصلت به بعد انتهاء الاستعراض، قال لي: إن طائرة غادرت القاهرة متجهة إلي مطروح، اركب فيها وتعال بسرعة، فقلت له: لماذا؟، قال: عندما تأتي ستعرف، قلت له: لا أريد أن أعرف، ما هو الأمر؟، قال لي: ستعرف عندما تأتي..

    بعد قليل اتصل بي مرة أخري قائلاً: إن الطائرة في المطار منذ نصف ساعة، لماذا لم تأت؟، فقلت له: إنه العيد القومي ولدي مؤتمر صحفي، فإذا غادرت الآن، ما الذي ستقوله الناس.. قال لي: فليكمل مدير الأمن، وتعال إلي القاهرة، لكنه رفض أن يقول لي لماذا، فاتصلت بزوجتي في المنزل كي ترسل لي الحقيبة علي المطار، فوصلت وقابلت النائب حسني، فوراً، لم أقابل السادات. وقال لي مبارك: اللواء سعيد الماحي مدير المخابرات العامة موجود الآن في مكتبه، اذهب الآن وتسلم منه.

    فقلت له: مخابرات، لماذا؟ فحكي لي علي مؤامرات واغتيالات وتقارير النبوي إسماعيل وزير الداخلية.. ومقدمات عملية التحفظ.. وقال لي الرئيس بيقول إنك تمسك المخابرات في هذا الوقت.. ذهبت ووجدت الماحي يجلس وكان السادات قد عينه محافظاً للإسكندرية علي الفور.. ومسكت المخابرات العامة ولم أقابل الرئيس السادات في اليوم نفسه.. بل التقيته بعد ٣ أيام.. وخلالها حكي لي الزملاء في المكتب التحريات الجديدة في البلد، وكلمني حسني مبارك وقال لي نحن ذاهبون لمقابلة الرئيس والطائرة ستقوم تعال معنا.

    .. وأين كان الرئيس آنذاك؟

    - في المعمورة، حيث ذهبت أنا ومبارك والنبوي إسماعيل وآمال عثمان و٢ آخران لن أقول اسميهما.

    .. لماذا؟

    - لأنهما قاما بأشياء لا يصح أن أقولها.

    .. أشياء مثل ماذا؟

    - سأحكي لك.. وصلنا المعمورة، وعند هبوط الطائرة وجدنا جيهان السادات منتظرة. وقالت إن السادات تعبان شوية، فخفوا عليه وعندما دخلنا وجدنا مائدة طويلة وعليها أوراق والرئيس يجلس، فجلسنا، لكني وجدت أن هذين الشخصين كل واحد منهما يخرج ورقة فيها اسماء.. هم يملون علي الرئيس، والرئيس يكتب، وأخذا يتكلمان عن الاعتقالات.

    .. النائب حسني لم يتحدث نهائياً عن الاعتقالات؟

    - لا، ولا النبوي إسماعيل ولا آمال عثمان.. ولما انتهوا من الحديث عن الاعتقالات، أخذوا يتحدثون في تفاصيل الوضع الداخلي. أنا قلت للسادات: تسمح سيادتك برأي المخابرات العامة. فقال لي: ما هو رأي المخابرات العامة. فقلت: أنا لم أنم منذ ٣ أيام، وسمعت تقارير شاملة عن الوضع.. ونري أن الاعتقالات بهذا الحجم ستكون خاطئة، وإذا كان هناك أناس يتآمرون ولدينا تسجيلات لهم وهي موجودة في المخابرات نمسكهم بالفعل.. أما الباقون فنراقبهم.

    .. تقصد نعتقل من ونراقب من؟

    - نعتقل كل من خطط وجهز لعمليات اغتيال أو عمليات إثارة في البلد، والباقي كله يراقب. لكن كوني أمسك كل هؤلاء الناس بهذا الوضع، المخابرات تقول رأيها لا. وأتذكر أن السادات رد بالنص الآتي: علي ما يبدو أن المخابرات ليست في الصورة. يا نبوي: خذه وتنزل من عندي الآن وكل الذي قلته لي، قله مجدداً له.

    نزلت وذهبت مع النبوي إسماعيل إلي مكتبه في القاهرة حيث أطلعني علي شرائط التسجيل ونية بعض الإسلاميين لاغتيال السادات فقلت له: لا يوجد شيء جديد. كل ما قلته موجود في المخابرات العامة ورأيته، وأنا أري أنه لا توجد فائدة. طلبت الرئيس السادات ثاني يوم وقلت له علي لقاء النبوي. رد علي رداً لم أكن أتصوره عمري: قال لي أنا لم آت بك كي آخذ رأيك، أنا أتيت بك علشان التنفيذ، القرار سيوقع غداً. ووقّع قرار الاعتقال. مفيش بعدها بكام يوم حصل اللي حصل وجت أكتوبر وتم اغتيال السادات.

    .. من هما الشخصيتان اللتان أمليتا علي السادات أسماء المعتقلين؟

    - لن أقول.

    .. هناك من أشار لهما من قبل؟

    - الذي يشير يشير، إنما أنا لا.

    .. هل هما وزيران؟

    ـ واحد منهما كان في الجامعة.

    .. لكن هذه شهادة للتاريخ، ليست أسرار مخابرات؟

    ـ لا، فأنت تطعن في ناس.

    .. وما دورك في الاعتقالات نفسها..؟

    ـ كمخابرات؟

    .. نعم؟

    ـ لم ننفذ أي اعتقالات.. فهذا ليس عملنا.

    .. إذن، ماذا كان دوركم في هذه الفترة.. وماذا فعلتم بعد اجتماع الرئيس لتأمين البلد؟

    ـ راقبنا الأحداث الموجودة وبدقة.. فأساس شغلنا هو مراقبة ما يحدث في البلد وتتبع الأحداث والناس واجتماعاتهم وآرائهم.

    .. أليس هذا دور أمن الدولة؟

    ـ لا.. المخابرات أصلها أقسام.

    .. هذا اللبس موجود لدي الكثيرين، ما الفرق بين الوظائف المحلية في المخابرات وبين أمن الدولة؟

    ـ هناك أمن قومي وأمن سري وخدمات سرية ومعلومات، فالمخابرات فيها جميع المهام، وكل مهمة لها جهاز، وهناك جهاز حصول علي معلومات وهناك جهاز خدمة سرية، وهناك جهاز أمن قومي داخلي، وجهاز أمن خارجي، فهناك العديد من الأجهزة في المخابرات.

    .. وعدد ضخم من الموظفين؟

    ـ كل عدد يناسب الحجم الذي يعمل فيه، ولدينا جهاز سري يراقب جهاز المخابرات يتبع مدير المخابرات مباشرة، وهذا الجهاز مقره ليس في مبني المخابرات إنما في مكان آخر، ولا أحد يعلم عنه شيئاً.

    .. برستيج رجل المخابرات الآن، هل مثلما كان في الستينيات والسبعينيات؟

    ـ المخابرات مراحل، فالمخابرات أيام صلاح نصر تختلف عن المخابرات الآن.

    .. هل لديك حنين لمرحلة صلاح نصر؟

    ـ لا، فنصر كانت مهامه الرئيسية تتركز في الناحية الداخلية أكثر من الناحية الخارجية.

    .. ألم يكن هناك جهاز أمن دولة في هذه الأيام؟

    ـ وما المانع.. الآن موجود جهاز أمن قومي في المخابرات العامة، فالمخابرات العامة فيها جزء رئيسي عن الأمن الداخلي.

    .. ما مآخذك علي صلاح نصر؟

    ـ «الأسلوب»، كان أسلوب الحكم في ذلك الوقت يعتمد علي الإكراه يعني عملية الاعتقالات والتجنيد والشرب والإكراه.

    .. واستخدام النساء مثلا؟

    ـ استخدام النساء أصله أسلوب.

    .. وهل لايزال موجوداً؟

    ـ لا.

    .. لم تجاوبني عن السؤال: لماذا قلت مكانة أو برستيج رجل المخابرات عن الفترات السابقة؟

    ـ لأن أيام نصر كانت العملية «إرهاباً» وليست برستيج، كنت تخاف من ضابط المخابرات، لأنه ممكن يعمل فيك أي حاجة في أي وقت ولأي سبب.

    .. نعود إلي فترة بداية توليك الجهاز، جيء بك لهذا المنصب من أجل اعتقالات سبتمبر، لكنك لم تشارك فيها.. فهل هذا صحيح..؟

    ـ نعم لم أشارك.

    .. ألم يغضب منك الرئيس؟

    ـ لماذا يغضب مني، هل فعلت شيئاً خطأ؟ أنا لم أفعل شيئاً خطأ، أنا قلت رأيي وقال لا، وجاء التنفيذ.. خلاص. لم أشارك فيها نهائياً طبعا.

    .. ماذا فعلت في المهام التي جاءت بعد ذلك؟

    ـ كانت المخابرات تؤدي واجبها: أمن داخلي وخارجي وتجنيد وحفاظ علي المعلومات والحصول علي معلومات.. عملنا الأساسي.

    .. كنتم تحصلون علي معلومات من داخل إسرائيل؟

    ـ من كل مكان، من داخل إسرائيل ومن داخل أمريكا وداخل أوروبا ومن داخل روسيا.

    .. وهل لنا عملاء داخل إسرائيل؟

    ـ لو قلت يوجد يبقي غلط، ولو قلت لا يوجد يبقي غلط، عملي هو الحصول علي معلومات عن إسرائيل بكل الوسائل المتاحة ويكفي أن تعلم أن إسرائيل في وقت من الأوقات كانت تأخذ معلوماتها عن القوات المسلحة من صفحة الوفيات.

    .. أنت تركت المخابرات في ١٩٨٣.. ألم تجمعك أي مناسبة بالرئيس مبارك؟

    ـ لا، أنا لا توجد علاقة بيني وبين الرئيس مبارك غير علاقة العمل، أنا كنت مخابرات حربية، هو كان قوات جوية، كان هناك علاقة عمل.. شغل.

    .. تاريخ تخرجك قريب من دفعته؟

    ـ لا، هو بعدي، أنا دفعة ١٩٤٤ إنما لا توجد علاقة خاصة بيني وبينه، ولا يوجد أي نوع من أنواع الصلة الآن.

    .. بعد تخرجك.. رفضت تقبيل يد الملك فاروق لماذا؟

    ـ أنا دخلت القوات المسلحة فعلاً حبا في القوات المسلحة لخدمة البلد، وأنا سنة ما أخذت التوجيهي، كانت الكلية الحربية مغلقة، وظلت كذلك لمدة عامين، لا تقبل دفعات، فتحوها أيام تولي الوفد الحكومة، فدخلنا في ذلك الوقت حوالي ٥٠٠ واحد، وناس بالتوجيهية وناس بالثقافة، ودخلنا في ذلك الوقت ١٩٤٢، ولم يكن هناك صف ضباط، كانت فارغة، فعملوا لنا امتحانات في النصف، وربنا وفقني فيها، ومكثت فيها سنتين وليس ٣، وفيه ناس ظلت ٤ سنوات، لأنهم عملوا لنا امتحاناً في النصف وفقت فيه.

    فانتقلت للسنة النهائية وأخذت صف ضابط، سنة ١٩٤٤ وبعد تخرجنا أقام الملك فاروق حفلة شاي للخمسة الأوائل من كل الجامعات في عابدين، وأنا كنت من الـ ٥ الأوائل في الكلية الحربية، فذهبت إلي عابدين في الجنينة بعد انتهاء حفلة الشاي، خارجين من ممر صغير وهو واقف ماسك عصاية في يده اليسري وحاطط جوانتي في يده اليمني، وكل الأوائل يسلمون عليه.. ثم يقبلون يده..

    أي يقبلون «الجوانتي»، عندما جاء دوري سلمت وعظمت ومشيت.. ثالث يوم قدمت نفسي في سلاح الإشارة «الأوائل كانوا يختارون السلاح الذي يريدونه، وأنا اخترت الإشارة لأني كنت ثانوية علمي» ذهبت وجدت زملائي يسألون عني.. إنت فين المدير يسأل عليك فدخلت للمدير وكان اسمه البرديني الله يرحمه، وقال لي: لماذا لم تقبل يد الملك، قلت له: أنا لم أدخل الجيش دخلت الجيش كي أخدم بلدي، فقال لي: يا ابني الجيش يريد أمثالك، بس إنت هتتعب.

    .. ألم تنضم إلي الضباط الأحرار؟

    ـ نعم، لكني شاركت في الثورة، ولم أكن أعلم شيئا اسمه الضباط الأحرار، ولكن عندما التقيت جمال سالم في القاهرة حكي لي عن تنظيم الضباط الأحرار.. وقال إنه يريد مني خدمة وهي أن أشكل مجموعة وغداً عندما تقوم الثورة، نذهب للاستيلاء علي مصلحة التليفونات في شارع رمسيس ونسيطر عليها وحدث ذلك فعلياً. رجعت إلي سلاح الإشارة وأحضرت مجموعة من الزملاء والجنود.. ومع قيام الثورة.. استوليت علي مصلحة التليفونات، واقمت إقامة كاملة فيها.

    -أنت رفضت تقبيل يد الملك.

    وأيام السادات عارضت الاعتقالات، ومبارك ليس لك علاقة به بعد الوظيفة الرسمية، فماذا لو حدث هذا «الكوكتيل» اليوم من شخصية عامة أخري..؟

    - أنا فكرت في هذا الموضوع كثيراً. هل في هذا العصر وأنا في نفس الأوضاع كنت اتصرفت هذا التصرف، وهل لو عاد بي الزمن.. وتقلدت نفس المناصب كنت تصرفت بنفس الطريقة.. بالطبع لا.

    .. لماذا؟

    - الظروف الآن لا تجعل الشخص المستقيم قادراً علي النجاح أو التفوق. فاليوم كي تصل، يجب أن يكون لديك صفات ومواصفات خاصة تصل بها، والكفاءة ليست وحدها طريقاً للنجاح..
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 12:22 am

    المصري اليوم - 17 /7 /2007

    أكد اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية أثناء حرب أكتوبر ومدير المخابرات العامة الأسبق أن أمريكا شاركت في حرب أكتوبر ليس فقط من خلال دعم وتزويد إسرائيل بالأسلحة ولكنها اشتركت في العمليات القتالية وأسقطت طائرة مصرية، وكشف نصار في الجزء الثاني من حواره مع «المصري اليوم» أسباب الهزيمة في حرب ١٩٦٧ ونجاح إسرائيل في اختراق وسائل الاتصالات المصرية وتسجيل كل ما يحدث فضلاً عن حالة التدني والتراخي التي كانت تسيطر علي مراكز القيادة في مصر.

    وحمل نصار المشير عبد الحكيم عامر والرئيس الأسبق جمال عبد الناصر مسؤولية الهزيمة مؤكداً أن تعيين عامر الذي كان مجرد رائد رئيساً للأركان رسخ عادة مصرية استمرت بعد ذلك وهي تعيين أهل الثقة وليس أهل الخبرة، وتطرق مدير المخابرات العامة الأسبق إلي قصة الثغرة لافتاً إلي أن الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان تعرض لضغط نفسي حينما فشل في إغلاقها وأن قرار عدم الانسحاب من سيناء لسد الثغرة كان سليماً ١٠٠%.

    وناقش نصار باستفاضة دور المخابرات الحربية في الحرب والمذبحة التي أشرف علي تنفيذها للضباط المقصرين والمتجاوزين والذين ارتبطوا بعلاقات خاصة مع القيادت ومنهم الرئيس السادات.. وإلي الحوار:

    .. شاركت في حربي ١٩٦٧ و١٩٧٣.. وكان الفارق بينهما كبيراً في تشكيلات الجبهة والحالة المعنوية.. ولكن في البداية.. ماذا كانت طبيعة عملك في ١٩٦٧؟

    ـ تم استدعائي لأكون رئيساً لإشارة القيادة الشرقية، لم يكن هناك في هذا الوقت جيش ثان أو جيش ثالث.. وتسلمت عملي قبل الحرب بـ ٢٠ يوماً فقط، وحينها أرسل لي قائدي المباشر في كلية الأركان، وكنت برتبة مقدم، وقال لي المشير عبد الحكيم عامر أصدر قراراً بأن تتولي إشارة القيادة الشرقية

    .. هل كان يعرفك بشكل مباشر؟

    - لا.. ولكنه قرأ سيرتي الذاتية وخبراتي وعملي في حرب ١٩٤٨.. وكذلك البعثات والدورات التي حصلت عليها إضافة إلي سمعتي كمدرس في كلية الأركان.. كنت أعرف عبد الناصر، وقابلته قبل اندلاع الثورة مرة واحدة.

    المهم أنني نفذت الأوامر.. وذهبت للقيادة الشرقية ولكنني طلبت من القادة أن يكون مسمي الوظيفة التي أشغلها هو مساعد لرئيس الإشارة والذي كان برتبة عميد وموجوداً فعلياً علي الجبهة.. ونفذت الأوامر.. وذهبت لأجد هذه القيادة تقف في طابور طويل قرب الإسماعيلية.. وسألت أحد القادة: أين أنتم ذاهبون، قالوا: لسيناء، فقلت له لماذا؟ قال: لا أعلم.. فقط تلقينا أوامر لكي نعبر القنال، فسألته: الخطة دفاع أم هجوم، فقال: دفاع.. فقلت له: أنتم ذاهبون لسيناء لتدافعوا ضد ماذا؟

    ذهبت ورأيت أشياء تحدث ولم نتعلمها ولم نُعلمها لأحد من العسكريين.. ولا أعلم من أين أتوا بها.. أناس بجلابيب.. أوامر عشوائية، قادة يذهبون ويأتي آخرون بسرعة عجيبة.

    وجاءتني تعليمات بأن أذهب لوسط سيناء، وكان الفريق سعد الشاذلي قد شكل وحدات للمظلات والصاعقة وبدأ العمل هناك.. وذات يوم.. فوجئت باتصال من شخص في مكتب المشير عامر يقول أن عامر يريد أن يتحدث مع الشاذلي، فقلت له: ممكن عن طريق اللاسلكي، أما الاتصال الهاتفي فمستحيل لأنه لا يوجد لدينا خطوط مباشرة لكل هذه المسافات، فقال لي: ألا يوجد لديكم الخط الألماني؟.. ولكني رفضت لأن هذا الخط يستخدم لأغراض معينة وللعمليات.. ولكن قائد القيادة الشرقية صلاح محسن أمرني بمد الخط.. بعدها بيومين صدر قرار بتعييني رئيساً للإشارة..

    ونقل العميد الذي كان يتولي الإدارة للقاهرة.. أيام قليلة ووجدت القائد يكلمني ويقول المشير قادم إلي سيناء.. ويريدك أن تكون معنا في استقباله بالمطار.. وهو طلبك بالاسم وكنت لا أعرفه علي الإطلاق. جاءت طائرة هليكوبتر كان فيها القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان ورئيس العمليات وأنا.. ووصلنا مطار شمادة. وحينما وضعنا اقدامنا علي الأرض كانت إسرائيل تدك سيناء بدون أي رد فعل.. القادة جميعهم في المطار يشكلون مربعاً ناقص ضلع ينتظرون المشاركة في تشريفة المطار.. ولا يوجد قائد في وحدته أو مركز القيادة يعطي الأوامر.

    .. إذن أنت شاهد علي مقدمات النكسة.. وسببها الرئيسي.

    ـ نعم.. عامر هو المسؤول عنها. كيف يتحول رائد شاب إلي مشير بقرار واحد وليكون قائداً للقوات المسلحة.. عملية الترقية هذه كانت ذات دوافع شخصية كاملة.

    .. لماذا لا تحمل النكسة مباشرة إلي المسؤول عن ترقيته، جمال عبد الناصر؟

    ـ أتفق معك.. لما قام الانقلاب في ٢٣ يوليو.

    .. تسميه انقلاباً.. أنت قلت من قبل أنها ثورة؟!

    ـ إذن هي ثورة.. ولكن كانت عدة انقلابات قد وقعت في دول عربية وخاصة في سوريا التي شهدت ٣ انقلابات متتالية.. فخاف عبد الناصر ورفاقه من أن يتكرر الأمر معهم وخاصة بعد تمرد سلاح الفرسان والخلاف مع محمد نجيب.. لذلك اختار عبد الناصر أقرب الضباط إليه وعينه قائداً للجيش ولكي يحمي الثورة، وبعد ذلك، أصبحت عادة مصرية، أن أهل الثقة هم الذين يتم تعيينهم، وليس أهل الخبرة، لجميع المستويات القيادية.

    .. نعود لوقائع النكسة؟

    ـ الحرب بدأت.. وعامر بيننا .. ولا نعرف ماذا نفعل، سألني صلاح محسن: ماذا نفعل، فقلت له نعود للقيادة، فقال لي: القادة كلهم أمامك.

    في اليوم التالي، فوجئنا بأوامر المشير بالانسحاب الكامل مع ترك الأسلحة الثقيلة.

    كانت خسائر الإشارة محدودة، وتمسكت بألا أعود للقاهرة، كما كانت تقضي الأوامر، ولكن عبرت إلي الإسماعيلية.

    حدث بعد ذلك تغيير في قيادات القوات المسلحة إلي أن تم اختيار الرجل الذي لم يأخذ حقه حتي الآن.. المشير أحمد إسماعيل وزيراً للحربية وقائداً عاماً للقوات المسلحة، فبدأت الاستعدادات الخططية للحرب، وتدربنا كثيراً في التل الكبير وبإشراف إسماعيل والجمسي بشكل شخصي .. وكنت أقدم لهما تقارير يومية عن العمليات وعن تحركات الإسرائيليين غرب القناة.

    وبدأت القوات المسلحة في تنفيذ ما تعلمناه بشكل متكامل وسريع.

    .. لماذا تقول إن أحمد إسماعيل لم يأخذ حقه؟

    لأنه رجل وقائد حقيقي.. وأنا شاهد علي حنكته ودقته في الاستعداد للحرب وإدارتها.

    .. لماذا تنحاز بعض الأقلام الآن لموقف سعد الشاذلي ولكفاءته أكثر من أحمد إسماعيل؟

    ـ هؤلاء ينطلقون من خلاف الرجلين حول موضوع الثغرة.. وعلي فكرة الثغرة من صنع الأمريكيين ولدي دلائل كثيرة ومشاهدات وخاصة أنني كنت مديراً للمخابرات الحربية وقت المعركة، وأتذكر أننا وبعد العبور، كانت هناك تعليمات للطيران الإسرائيلي بألا يقترب من القناة بمسافة ٢٠ كيلو متراً خوفاً من مدي الصواريخ المصرية.. والمضادات الأخري.. لكننا فوجئنا بكتيبة صواريخ مصرية علي القناة يتم تدميرها.. ولا نعلم لماذا ولا كيف.. وبعدها بقليل جري تدمير كتيبة أخري.

    أستدعاني السادات وسألني عن السبب فقلت: لا أعلم.. ولكننا سندرس الوضع سريعاً، كان لدينا في المخابرات الحربية عالم عبقري ترك الطب وتولي إدارة وحدة البحوث العسكرية في المخابرات.. وعمله الأساسي البحث في العالم كله عن الأشياء الجديدة والمتطورة.. وبعد بحث دقيق قال لي: الجيش الأمريكي اخترع نوعاً جديداً من الصواريخ تحمله الطائرات ويمكن أن تطلقه وهي علي بعد ٣٠ كيلو متراً علي أهدافها وهذا الصاروخ يتبع موجة الرادار عكسياً ويصيب محطة الإطلاق.. وما حولها.

    وتأكدنا أن هذه الصواريخ التي تستخدمها إسرائيل لم يكن قد تم استخدامها بعد في الجيش الأمريكي.

    ذهبت إلي السادات وعرضت عليه نتائج الأبحاث والمعلومات التي لدينا، وبعدها قال تعبيره الشهير: أنا أقدر أحارب إسرائيل.. لكني لا أستطيع محاربة أمريكا.

    بعد الحرب جاء قائد أمريكي كبير من الذين خططوا ونفذوا جسر الإمداد الجوي لإسرائيل بعد اندلاع معركة أكتوبر، وكانت زيارته من أجل إلقاء محاضرة في أكاديمية ناصر كنت حينها مازلت أعمل مديراً للمخابرات الحربية.. استدعيت هذا القائد الأمريكي.

    وقلت له: أنا سأحضر المحاضرة غداً، وعندي أسئلة وسأقوم بتوجيهها إليك الآن حتي لا تتفاجأ بها وأنا أطرحها عليك أمام الناس، ولكي تجهز الردود عليها، ولكي لا تحرج وسط الحضور.

    ـ السؤال الأول: الإمداد بالمعدات في ميدان المعركة يعتبر اشتراكاً في الحرب أم لا، قلت له: نحن لدينا دبابات أمريكية حصلنا عليها كغنائم في سيناء.. ولم تعمل في الميدان أكثر من مائتي كيلو.. وهذه الدبابات مصدرها جسركم الجوي.

    ـ السؤال الثاني عن طبيعة اشتراككم في أكتوبر وللعلم فأنني حصلت علي معلومات من مصادرنا الاستخباراتية ووحدات الاستطلاع بأن الجسر الجوي الأمريكي الذي طلبته جولدامائير من واشنطن يطير قبالة السواحل الليبية، وأبلغت السادات علي الفور.. فطلب مني أن أبلغ حسني مبارك قائد القوات الجوية وبسرعة، وقال لي: قل لحسني يطلع طائراتنا تقابل طائراتهم ولا تشتبك معها. وبالفعل قام عدد محدود من طائراتنا بالاقتراب من طائرات الجسر.. لكن الأمريكيين أسقطوا لنا طائرة.

    وكررت سؤالي الثاني عليه: هل القتال في سبيل توصيل الإمدادات يعتبر اشتراكاً في الحرب.. أنتم أسقطتم لنا طائرة.

    .. هذه معلومة أول مرة أسمعها.. هل حقيقة أمريكا أسقطت لنا طائرة في أكتوبر؟

    ـ نعم.. هذه حقيقة.

    السؤال الثالث: كان حول الصواريخ التي دمرت رادارات وقواعد صواريخنا بطول القناة.. وقلت له: أنا شاركت في بعثة في الولايات المتحدة.. وكان هناك بعض المحاضرات مخصصة للضباط الأمريكيين فقط.. ويتم منعنا من دخولها، وللعلم فهذا الكلام لايزال موجوداً، وخاصة مع العرب.

    سألته: الصواريخ هذه التي لم تستخدم في الولايات المتحدة.. من الذي أمر باستخدامها ضد المصريين؟

    فقال لي القائد الأمريكي: لي طلب.. لا تحضر هذه المحاضرة. وأنا أعدك بأنني سأنسق مع إدارتي في واشنطن وسأرسل لك ردوداً وافية علي جميع الأسئلة، فطلبت مشورة السادات واتصلت به.. فقال لي: لا تحضر.

    وبعد شهر تقريباً جاءني خطاب شامل من الرجل قال فيه: الإمداد في ميدان القتال لا يعتبر اشتراكاً في الحرب.. أما مسألة إسقاط طائرة عسكرية مصرية.. فإننا فوجئنا بطائرات مقاتلة تقترب من سربنا فقمنا بالدفاع عن أنفسنا، أما الصواريخ فيوجد في جيشنا الأمريكي ضباط من اليهود تطوعوا للعمل مع إسرائيل وإمدادهم بالأسلحة الحديثة.

    ولكنه لم يجب عن سؤالي: من سمح لهم بالحصول علي هذه الصواريخ واستخدامها في ميدان المعركة.. وهم مجرد متطوعين، علي حد زعمه ذهبت بالورقة للسادات، وقرأها بعمق، وقال لي: هذا أقوي كارت معي في المفاوضات.

    .. هل هذا الخطاب معك الآن؟

    ـ بل احتفظ به السادات لنفسه.

    .. نعود إلي ميدان المعركة.. وقصة الثغرة تحديداً.

    ـ عندما حدثت الثغرة، تم تكليف الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان بأخذ مجموعة من الصاعقة والمظلات للتعامل مع الإسرائيليين ومحاولة إغلاقها.. وعزل قواتهم الموجودة غرب القناة.. الشاذلي استمر في مهمته لمدة يومين، لكنه لم يستطع ذلك. وعاد رئيس الأركان إلي مركز القيادة في القاهرة ولديه نوع من الاضطراب النفسي، ولم يكن يفكر بعقله، وكان يتصور أنه طالما لم يستطع أن يغلق الثغرة فإن الإسرائيليين قادرون علي تهديد القاهرة.

    واقترح أن نسحب كل القوات الموجودة في سيناء كي ندافع بها عن القاهرة.. ونمنع اليهود من الوصول إليها.. وطلب اجتماع قيادة.. وأحمد إسماعيل وافق علي مناقشة الخطة، ودعا للاجتماع.. واتصل بالسادات فحضر.. وشاركت أنا والجمسي ومبارك وجميع قادة الأسلحة، والذي يحدث في هذه الاجتماعات أن يبدأ رئيس المخابرات الحربية بالكلام ويتحدث علي أنه العدو ويشرح طبيعة قواته وحجمها وتمركزها وكيف تخطط وبناء علي هذا العرض..

    كل واحد يعرض خططه، قلت إنه لا توجد أي مؤشرات أو خطط تقدم نحو القاهرة.. وكان تقديري أن عملية الثغرة هدفها سياسي أكثر منه عسكرياً.. ومحاولة خلق واقع جديد بعدالعبور.. وإمكانية المساومة عسكرياً واستراتيجياً مع بدء التفاوض، وقلت: علينا التعامل مع الثغرة بتدمير قواتها مع المحافظة علي الإسماعيلية والسويس.

    ووافق القادة علي التصور الذي قدمته، والحقيقة أن السادات وأحمد إسماعيل لم يسمعا كلام الشاذلي. الرئيس لم يتحدث يومها مع الشاذلي علي الإطلاق.. والشاذلي لم يتكلم.. وصدر قرار عدم الانسحاب.. وأعتقد أنه كان قراراً سليماً بنسبة ١٠٠%.

    .. قبل توليك المخابرات كنت قادم من الإشارة؟

    - لا كنت قائداً لإشارة الجبهة الشرقية في ٦٧ ولكنني عدت كمدرس في كلية أركان الحرب في ١٩٦٩ حين عملوا جيشين في الجبهة (الثاني والثالث) بدلاً من القيادة الشرقية ففقدنا مناصبنا، لذا رجعت في ١٩٦٩ وأرسل لي أحمد إسماعيل وكان وقتها رئيس الأركان، وكنت عائداً من بعثة في موسكو.. وقدم لي إسماعيل ورقة مكتوبة باللغة الروسية تقول: جميع محادثاتكم وخططكم وأسراركم موجودة في إسرائيل..

    وقال لي: أرجو منكم أن تنشئوا إدارة للحفاظ علي سريتكم في التخطيط والمحادثات.. وسموها «أسرار العمليات»، وبعد ذلك قال لي: مارأيك في هذه الإدارة واسمها وطبيعة عملها؟!.. فقلت له: اسمها إدارة «أمن السيطرة» فوافق علي ذلك وقال لي: اختر الضباط المناسبين لمهمتك هذه، فطلبت أن أتولي المنصب ٣ شهور بشكل تجريبي.

    وتسلمت عملي في المخابرات الحربية فعلياً، وبعد مرور ٣ شهور بالتحديد، وذات ليلة فوجئت باتصال هاتفي.. رفعت السماعة وقلت: من المتحدث، فقال: أنا أنور السادات.. الـ ٣ شهور انتهوا.. ما رأيك، فقلت له: ممكن، لكن أريد سنة كاملة، فقال لي: ٩ شهور كفاية، فقلت: نعم ممكن.

    .. ٩ شهور لكي تستطيع أن تحارب؟

    ـ نعم .. وقلت للسادات: اللي يتعمل في سنة نستطيع بتوفيق الله أن نؤديه في ٩ شهور.. فقال لي: علي بركة الله.

    في بداية عملي خرجت ذات يوم من مكتبي «لتفقد الكتيبة».. وسألت عن قائد هذه الكتيبة، فقالوا لي إنه لم يأت اليوم.. فقلت: وأين هو الآن، فقالوا لي إنه في بيت الرئيس السادات.. فسألت ماذا يفعل هناك. فقالوا هو علي علاقة وطيدة بأسرة الرئيس، ويذهب في كثير من الأحيان إلي هناك، وأحياناً يأتي لمكتبه هنا.

    ذهبت مباشرة إلي مكتبي، وأصدرت قراراً بنقل هذا القائد، ليكون رئيساً لاستطلاع البحر الأحمر، بعد ذلك جاء هذا الضابط، ولما قرأ القرار ضحك، لأنني في عملي منذ شهرين تقريباً، وقال لأصدقائه في سخرية مش أنا اللي هامشي، هو اللي هيمشي.. ويقصدني أنا.

    بعد أيام، وفي المساء، وجدت اتصالاً هاتفياً.. من الرئيس السادات بنفسه، فقلت له: نعم يا أفندم، فسألني مباشرة: ما رأيك في فلان، وهو قائد الكتيبة، وبالمناسبة هذا الولد كان غاية في الكفاءة والوطنية والإنجاز، وكان الرئيس السادات يعرفه بشكل مباشر من أيام حرب اليمن، حيث كان السادات مسؤولاً عن ملف اليمن، ويعرف عملياته الكبيرة هناك، قلت للسادات: هو ضابط ممتاز، فقال لي: عارف هو عمل إيه في اليمن، فقلت نعم وعددت عملياته كلها هناك، فسألني: لماذا نقلته للبحر الأحمر إذن، فقلت: أقوم بتجهيز المخابرات للحرب، فقال وبالحرف الواحد: أعمل اللي تعمله، وكانت وجهة نظري في هذا الشأن: إما يتركني أعمل وأقود، وإما يقول أنت أخطأت بهذا القرار وأمشي.. وهو بحكم منصبه كقائد أعلي للقوات المسلحة له الحق في ذلك.

    كان هدفي هو التزام الناس وأن يكون لدينا جيش حقيقي، وننهي مسألة العلاقات المباشرة بالرئيس أو بغيره ومن لا يعجبه ذلك هناك لوائح وقرارات يمكن تطبيقها عليه.بعد أسبوع واحد من هذه الواقعة، أصدرت نشرة تضمنت عودة ٢٠ ضابطاً في المخابرات الحربية إلي أسلحتهم، سموها في ذلك الوقت «مذبحة المخابرات» وكانت قناعتي أن كل ضابط غير ملتزم أو قام بحبس أحد من الناس أو عمل مع المخابرات العامة أو أو.. كل ما كان يحدث من تجاوزات عليه الرجوع إلي سلاحه.. وأنا لا أريد هذه النوعيات، وإنما أريد ضابطاً مقاتلاً، بايع نفسه لبلده.

    أما من بقي في المخابرات الحربية في ذلك الوقت، إضافة إلي الذين استقدمتهم، فكانوا أناساً أفتخر بهم.. كان شعارهم جميعاً في الحرب إما أداء المهمة أو الشهادة.. وأنا لا أبالغ في قول ذلك.

    .. نعود لأجواء المخابرات والحرب؟

    ـ قبل الحرب كان في كل مدينة علي الجبهة مكتب مخابرات حربية، الإسماعيلية بورسعيد والسويس، وجمعت قادة المكاتب قبل الحرب مباشرة، وقلت لهم: من المحتمل أن يهاجم اليهود «مصر»، لم أقل لهم إننا سنحارب، وقلت لهم الأوامر أن كل مكتب يعمل عنده في بلده مقاومة مجموعة من المتطوعين الأهالي، يقوم بتدريبهم ويسلحهم، ويكون مسؤولاً عنهم، وكانت الأوامر مقاومة الإسرائيليين حتي الموت إذا دخلوا أي بلد أي واحد من ينسحب من أي بلد هيتحاكم، ممنوع أي فرد مخابرات أن يترك البلد التي كلف فيها بهذه المهمة واحتلتها إسرائيل.

    وبدأت المخابرات تقوم بهذا الدور. وتم توزيع أجهزة لاسلكي علي البيوت ليكونوا علي اتصال بنا مهما حصل، وكان هناك واحد اسمه فتحي عباس ( ظابط برتبة عقيد وكان مديراً للمخابرات الحربية في السويس هو الذي أدار العمليات وترقي فيما بعد لرتبة لواء وتم تكريمه ). لما قامت الحرب لبس بالطو أبيض وعمل تمرجياً بمستشفي السويس، وأدار معركة السويس وهو تومرجي في المستشفي حتي انتهت الحرب، وهو أحد الأسباب التي حافظت علي السويس رغماً عن الثغرة.


    عدل سابقا من قبل a7med_3adel81 في السبت أغسطس 01, 2009 12:43 am عدل 1 مرات
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty الجزء الثالث - ( أ )

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 12:27 am

    المصري اليوم - 18/ 7 / 2007

    في ١٩٧٨ ظهر فيلم «الصعود إلي الهاوية» في دور العرض السينمائي وسط القاهرة.. الفيلم مأخوذ عن قصة تجسس حقيقية بطلتها المصرية هبة سليم وخطيبها الضابط فاروق مدير مكتب سلاح الصاعقة في بداية السبعينيات، وأحداث الفيلم، الذي كتبه صالح مرسي

    وقال إن مادته مأخوذة من ملفات المخابرات العامة أثارت ردود فعل واسعة.. لعمق أداء مديحة كامل، «هبة» التي تحول اسمها إلي عبلة في الفيلم، ومحمود ياسين ضابط المخابرات العامة.. وللرؤية الإخراجية المتميزة للراحل كمال الشيخ، اللواء فؤاد نصار يؤكد أن الفيلم به كثير من الأخطاء أهمها أن المخابرات الحربية ـ التي كان يتولي منصب مديرها إبان الحرب ـ هي التي كشفت قصة التجسس في القاهرة وتولت أمر هبة في باريس إلي أن تمت إعادتها لمصر بدهاء وذكاء رجال المخابرات الحربية..

    يقول أيضًا إن السلطات الليبية، القريبة من القاهرة ومن السادات في هذا التوقيت، ساعدت كثيرًا في الإيقاع بهبة لأن والدها كان يعمل في طرابلس في هذا التوقيت.. لكن سوء العلاقات بين السادات والقذافي وقت إعداد الفيلم تسبب في نقل مقر عمل الأب إلي عاصمة مغاربية أخري. نصار يحكي في الجزء الثالث من حواره مع «المصري اليوم» حكايته كاملة مع الضابط فاروق..

    وكيف ساعد هذا «الخائن» مصر بعد كشفه.. وكيف استفادت المخابرات الحربية منه في خطة الخداع الاستراتيجي.. ويتناول نصار تنسيق القاهرة ودمشق قبيل الحرب، ويؤكد أن إبلاغ السادات للملك حسين بموعد الحرب كان قرارًا خاطئًا، لكن الأكثر سخونة فيما يقوله هو رأيه في رجال المخابرات العامة الآن.. كما يعلق هنا علي تغيير قانون المخابرات العامة لصالح الوزير عمر سليمان بعد أن رفض نصار صدور قرار جمهوري من الرئيس مبارك ليبقي في منصبه بعد الستين.

    * أنت شاهد علي التنسيق المصري السوري للإعداد للحرب في ١٩٧٣؟

    -كل علاقتي بالتنسيق المصري السوري كانت في تحديد ميعاد الحرب.

    * كنت من القلة التي علمت بساعة الصفر في الحرب؟

    - أنا وأحمد إسماعيل والجمسي من القوات المسلحة المصرية، ولم نحدد موعدًا.. أنا كمدير مخابرات، وأحمد إسماعيل كقائد عام للقوات المسلحة لم نعلم بموعد الحرب إلا قبلها بخمسة عشر يومًا، وقبل ذلك كنا حددنا ثلاثة مواعيد، وتركنا القادة يختارون، أنا أتحدث عن السرية، الضباط لم يكونوا يعلمون فقد كان كل واحد يأخذ الأمر في ظرف مغلق يقال له يفتح الساعة كذا،

    وهذه من ضمن الإجراءات التي قمت بها وأنا مدير إدارة أمن السيطرة، كان كل قائد معه نوتة يكتب فيها بخط يده ما يخصه فقط وهذا من ضمن الأشياء التي جعلتنا نعرف قضية هبة سليم؟

    * هل كنت تعرف ساعة الصفر قبل الرئيس مبارك، قائد القوات الجوية آنذاك؟

    * عندما تم تحديد الموعد، وعلمناه قبل خمسة عشر يومًا من الحرب، كانت القادة قد عرفته؟ وعندما تكلم الرئيس مبارك عن أشرف مروان قال إن موعد الضربة لم يكن يعلمه أحد، وأننا أرسلنا موعد الضربة في أظرف مغلقة في ٥ أكتوبر مساء، وقلنا لا تفتح إلا الساعة كذا صباحًا.

    * كان هناك من يركب الطائرة، ولا يعرف إلي أين يذهب؟

    * متي عرف السوريون الموعد؟

    ـ في نفس الموعد الذي عرفناه، وبنفس الطريقة؟ ولم تعرف الموعد أية عاصمة عربية أخري

    * أنت تقصد الملك حسين؟

    - معلوماتي أن السادات أعطي الإشارة لأحمد إسماعيل بأن يخطره ربما باليوم وليس بالساعة، وأن جولدامائير علمت وطلبت من السفير الأمريكي أن يتصل بأمريكا وروسيا.

    *ماذا كان هدف السادات من إبلاغ الملك حسين بموعد الحرب؟

    *-دولة عربية لها حدود مع إسرائيل.

    *البعض قال إن السادات أبلغ الملك حسىن للتموىه؟

    *- أنا سأحكي لك حكاية مهمة.. في عام ١٩٤٨ الملك عبد الله جد الملك حسين، تم اختياره ليكون قائدًا للقوات العربية، أرسلوا بعثة من مصر مكونة من ثلاثة: واحد من الفرسان اسمه سابور، واحد من المدفعية اسمه حافظ بكري،

    وواحد من الطيران اسمه حشاد، هؤلاء يمثلون مصر في القيادة العامة للقوات العربية التي يرأسها الملك عبد الله، وكنت في ذلك الوقت ملازمًا، ومن أجل أن يذهب هؤلاء كان لابد من اتصالات،

    وبالتالي أجهزة لاسلكي، وعلشان تروح أجهزة اللاسلكي لابد أن يذهب ضابط فذهبت أنا الرابع في هذه المجموعة، وذهبنا في معسكر اسمه «الزرقا»، واجتمعنا بالتنسيق.. ويومها قال الملك عبد الله: الايد اللي ما تقدرش تدوسها بوسها، وأمر الملك عبد الله بالانسحاب من القدس ومعروف أن الملك عبد الله كان ينفذ تعليمات القائد البريطاني ولم يكن يقود فعليا.. ولم يجتمع بنا سوي أربع مرات.

    *لماذا إذن أبلغ السادات الملك حسين بالموعد، وهو على دراىة بالدور الأردنى كله؟

    *- الإسرائيليون عرفوا موعد الحرب يوم ٥ أكتوبر، والمراقبون للمخازن أكدوا أن المخازن فتحت صباح السادس من أكتوبر، وأنه تمت تعبئة جزئية، ولكن الحرب حدثت الظهر ولم يكن هناك وقت.

    * الإسرائيليون عرفوا الموعد من أشرف مروان، ومن الملك حسين، فلماذا لم يقوموا بتعبئة؟

    -عرفوا وقاموا بالتعبئة وفتحوا المخازن، وخرجت قواتهم، لكنهم لم يكن لديهم وقت، المفاجأة كانت «الساعة الثانية»، لم يكونوا يتصورون أن الحرب ستكون الساعة الثانية ظهرًا.

    *لو أخذ السادات رأيك فى إبلاغ الأردن بساعة الصفر، ماذا كنت تقول باعتبارك رئىس مخابرات؟-ولماذا نبلغهم، هم لم يكونوا مشتركين في الحرب، أتصور أنه أبلغه لغرض سياسي وليس عسكريا، فربما احتاج إليه.

    *ولكن الرجل لم يتحرك فى ٧٣؟-لا ، لم يتحرك.

    *كيف تم التنسىق بىن المخابرات الحربىة والمخابرات العامة قبل المعركة؟-المخابرات العامة لها مهمة مختلفة عن المخابرات الحربية. الأخيرة تعمل في حدود عمل القوات المسلحة.. والحصول علي معلومات عن العدو.. ومنع العدو من الحصول علي معلومات عن قواتنا،

    المخابرات العامة في المقابل تشتغل علي الدولة كلها، المخابرات الحربية مهمتها عسكرية، أما المخابرات العامة فمهمتها استراتيجية فالفارق كبير بين المهمتين، وكل حرب في العالم مهما طالت لها بداية ونهاية.. ماعدا حرب المخابرات.. سواء حربية أو عامة.. هي حرب بلا نهاية.. والرجل الذي يعمل في المخابرات يعيش طول عمره يحارب.. للحصول علي معلومات.. وليمنع الغير من الحصول علي معلومات عنه.

    *أعود للتنسيق قبىل الحرب.-لا يوجد هناك تنسيق بشكل مباشر بين الطرفين هذه لها مهام وتلك لها مهام أخري، إنما التنسيق يتم علي المستوي الاستراتيجي بواسطة القيادة العليا.

    * وبماذا تفسر أن معظم قادة المخابرات العامة جاءوا من المخابرات الحربية؟

    - أنا فقط الذي جئت من المخابرات الحربية للمخابرات العامة، ولم يحدث هذا الأمر قبلي.

    <اللواء عمر سلىمان كان مدىرًا للمخابرات الحربىة؟>-هذا أمر تكرر بعدي أنا وأنا سأحكي واقعة تؤكد لك أنني لا أحب كراسي المناصب مهما كانت أهميتها.. كنت رئيسًا للمخابرات العامة حتي ١٩٨٣..

    وفي يوم اتصل بي الرئيس حسني مبارك وكان يخطط لزيارة الولايات المتحدة، وقال لي: جهز نفسك للسفر معي وكان السفر بعدها بشهر تقريبًا.. ولكني قلت له ياريس في هذا التاريخ سأكون قد خرجت إلي المعاش أي سأكون بلغت الستين، لكنه قال لي: أليس مدير المخابرات بدرجة وزير؟..

    فقلت له: نعم فقال: الوزير ليس له سن معاش لأن منصبه سياسي ولكنني كنت قد قرأت القانون المنظم للمخابرات وكذلك لوائحه الداخلية..

    وقال لي: علينا أن نسأل جهة بعينها لتغيير هذا الموقف وهل منصب مدير المخابرات سياسي أم إداري، فقلت له نسأل وزير العدل، مبارك كان كثيرًا ما يأخذ علي الرئيس السادات أنه كان ينتهز إجازة مجلس الشعب ويصدر مجموعة من القرارات التي لها قوة القانون.. ويأتي مجلس الشعب بعدها ليقول: آمين.. وكان مبارك يقول لي أنه لا يوافق علي مثل هذا الإجراء.

    * لكن الرئيس كثيرًا ما يلجأ لهذا الإجراء الآن!

    -لا تعليق.. المهم أن وزير العدل قال لي: أرسل لي قانون المخابرات.. وبعد يومين قال لي ممكن أستعين بفلان لمساعدتي.. وكان يقصد الاستعانة بأخي وكان وكيلاً لوزارة العدل.. فقلت له.. طيب وأنا مالي.. هو يعمل معك.. اختر من شئت.

    <أنت مدىر للمخابرات العامة.. وممكن الرجل كان ىخشاك؟>- أنا أقول ما حصل.. في اليوم التالي كلمني، وقال لي: مدير المخابرات يخرج للمعاش.. ولكي لا يخرج للمعاش يحتاج لقرار جمهوري للمد.. فقلت له: لن أطلب هذا القرار ولا أحتاجه، هذا ما حدث بالفعل، بعد فترة كلمني الرئيس مبارك.. وأخذ رأيي في إصدار قرار بالمد، وكان مجلس الشعب في إجازة، فقلت له: سيادتك ستأخذ قرارًا في غياب مجلس الشعب.. ليه ياريس، هل مصر لا يوجد بها من يصلح لهذا المنصب؟ فقط أنا لي رجاء،

    فقال لي: ما هو؟.. قلت أن تختار من سيشغل المنصب بعدي ليعمل معي لمدة ٣ شهور.. وقلت للرئيس: أنا تهت في ملفات المخابرات وإداراتها لعدة شهور.. ولأول مرة تحدث هذه الخطوة ووافق الرئيس، وأتمني أن تتكرر في كل الإدارات والوزارات،

    وظل اللواء نور عفيفي يعمل معي بالفعل لـ ٣ شهور.. أنا في مكتبي وهو في مكتب مجاور أدرس مسألة ما وأشرحها له.. وهو يستشيرني في أمور عديدة.. وفي النهاية كانت الموضوعات تعرض عليه هو ويدرسها ويعرض علي قراره لأقول له: نعم أو لا.. إلي أن تولي المنصب رسميا. وأنا أسأل لماذا لا يتكرر هذا الأمر.

    - هل استمر عفيفي في منصبه طويلاً؟

    * لا.. سنوات معدودة.

    - لكن قانون المخابرات هل تغير.. اللواء عمر سليمان تجاوز السبعين؟

    * سليمان صدر له قرار بالمد.. أي لا معاش له.. وتغير القانون من أجله.

    - أي أن ما كنت ترفضه أنت.. ويعاتب مبارك السادات عليه.. عاد ورضي به؟

    * نعم.. عمر سليمان راجل كويس.. والرئيس يعتقد أنه ناجح معه.. ويخدمه سياسيا واستراتيجيا.. وهما متفقان.. لذلك الرئيس مطمئن له.

    * في رأيك مثل هذا الإجراء صحيح.. وأقصد المد في المناصب الحساسة.

    ـ لماذا تسألني عن المخابرات فقط.. طب ما الرئيس قاعد من ٢٥ سنة.. المبدأ نفسه.

    * أنا أقصد المناصب العامة والحساسة.. ولكن الرئيس عدل الدستور.. وأصبح المنصب بالانتخاب وليس بالتعيين منذ سنتين فقط؟

    ـ في أمريكا يقولون: الإنسان حياته مقسمة إلي ٣ مراحل: وهذا التقسيم يعجبني جدًا، المرحلة الأولي: حتي سن العشرين.. والفرد فيها لا يتصرف في نفسه.. أهله هم الذين يربونه ويعلمونه.. وفي نهاية المرحلة يضع رجله علي بداية الحياة العملية، المرحلة الثانية أنه في العشرين سنة التالية مسؤول عن نفسه ويبني نفسه، حتي عندما يصل إلي الأربعين يكون قد وصل إلي مرحلة يستطيع فيها أن يتمتع في عمله ووظيفته بالعشرين سنة التالية وهي من الأربعين إلي الستين..

    .. بعد الستين.. يعيش الفرد لنفسه.. الحمد لله أملك الستر والصحة.. وأنا مرتاح لكل خطوة أو قرار أو وظيفة شغلتها.

    * هل تشعر أنك نلت التكريم المناسب لمسيرة عطائك؟

    - أي تكريم تعني.. التكريم الأساسي هو رضائي عن نفسي.. وهل أنا مرتاح.. وسعيد بنفسي.. الحمد لله ربنا أعطاني الصحة والستر وأولاداً جيدين وأعيش في هذا العمر، وقد تجاوزت الثمانين بصحة جيدة والحمد لله.

    * بهذه الفلسفة والسعادة التي تعيش فيها كما قلت الآن.. بماذا تنصح الرئيس وقد استمر في الحكم لنحو ١٧ عاماً بعد الستين.؟

    - أنا أنصحه لماذا.. بصفتي إيه.. لا صديق.. ولا سألني ولا طلب مني النصيحة.. فلماذا أنصحه؟

    * عملتما معاً؟

    - طيب وماله.. لو نصحته يكون لي أولاً صفة نحوه، ولكني أقول لك، في أمريكا عندما يأخذ القائد درجة «FOUR STAR GENERAL» لا يخرج إلي المعاش.. بل يكون له مكتب.. وسكرتارية، ويكون له الحق في أن يقول كل ما يريد بلا رقابة.. وبلا أي مساءلة.

    * هل هي رتبة مماثلة للمشير أو «الفيلد مارشال»؟

    - نعم.. تقاليدهم هكذا.

    * اللواء عمر سليمان هل خدم معك؟

    - لا لم يخدم معي.. جاء إلي المخابرات الحربية بعد أن تركتها أنا.. وهو في الأساس لم يكن ضابط مخابرات.. كان ينتمي إلي أحد التشكيلات ثم جاء إلي المخابرات الحربية.. ثم المخابرات العامة.

    * قصة الجاسوسة هبة سليم لها خلفيات عديدة، نريد أن نتعرف عليها منكم؟

    - الإنسان الذي قام بهذه العملية بالقوات المسلحة ضابط وطني جداً، والمخابرات استغلته استغلالاً شديداً جداً، كان يعمل بالصاعقة، رتبته مقدم، كنا نقول كل واحد يعرف ما يخصه فقط، كان هناك ضابط اسمه عبدالغني عرض علي جواباً مكتوباً بالحبر السري مرسلاً إلي فتاة بفرنسا اسمها هبة سليم، وفيه تفاصيل الخطة بتاعتنا فيما يخص الصاعقة،

    وتفاصيل حقيقية في بداية ١٩٧٣، بدأنا نتتبع العملية ونراقب الناس، جاءني جواب آخر يقول أنا ركبت إيريال فوق سطح العمارة وتقدروا النهارده تتصلوا بي عن طريق الإشارات، كله بالحبر السري.

    واستدعيت رجال المخابرات وقلت لهم الناس اللي يعرفوا المعلومات دي من أحمد إسماعيل إلي أصغر عسكري، وذهبت إلي أحمد إسماعيل وقلت له ذلك: معلهش يا افندم سيادتك تحت المراقبة، قال يعني إيه تحت المراقبة؟ قلت له فيه معلومات كيت وكيت، وأنا أعطيت أوامر، وسألته: أنت تعرف هذه الخطة؟ قال: أنا؟ قلت له ليس بالضرورة أنت، ربما من حولك ويعملون معك، إنما كلهم تحت المراقبة.

    فراقبوا وأحضروا لي قائمة بأسماء، وعندما أرسل المصدر رسالته: أنا ركبت الإيريال، قلت: تطلع مجموعات علي الأسماء اللي إحنا كاتبينها دي، ويشوفوا العمارات اللي مركبة إيريال (راديو) فالعمارة اللي مركبة إيريال، تشوفوا تبع أي شقة وتدخلوا وتقبضوا علي اللي فيها مهما كان،

    وأذكر أنه أيامها كان هناك اجتماع لقيادة القوات المسلحة برئاسة أنور السادات، وذهبت وقلت له أرسلت مجموعات وكل مجموعة معها وكيل نيابة عسكري ليعطي الأمر، واللي حنلقي عنده الإيريال سيتم القبض عليه مهما كانت شخصيته.

    وأنا أحب أن أقول لكم علشان تبقوا عارفين، بعد وقت اتصل بي عبدالغني وقال: لقينا الإيريال في شقة لضابط اسمه فاروق في الصاعقة، والشقة مغلقة وهو غير موجود.

    وكان هناك ضابط اسمه نبيل شكري قائد قوات الصاعقة قلت له في مكتبي: مارأيك في فاروق، قال: من أحسن الضباط عندي، عمل معي منذ تسع سنوات وهو اليد اليمني لي، وهو الذي يقوم بكل شيء، قلت له: أنا عندي معلومات إنه يسكر ويعرف بنات، فهل ممكن يكون لما يسكر ويعرف بنات يتكلم ويقول حاجة، قال: استحالة، قلت له: هو فين دلوقتي،

    قال: مستنيني في المكتب لما أرجع من الاجتماع علشان أقول له إيه اللي حصل في الاجتماع علشان يطلع الأوامر، قلت له: طيب، قل له يقابلك عند مكتب رئيس هيئة العمليات، وكلمت رئيس هيئة العمليات إنه يسيب المكتب، وفتحي عبدالغني يقعد في المكتب، فاروق جاء ودخل غرفة رئيس هيئة العمليات ووجد فتحي عبدالغني علي مكتبه، فقال فاروق: انتوا عرفتوا؟،

    قال له: عرفنا كل حاجة، وجابه وجه وكنا أنا ونبيل شكري وهو، قلت له: إيه اللي أنت بتعمله ده، بتطلع أسرار القوات المسلحة؟ قال: قوات مسلحة إيه، إنتوا حتحاربوا، بقالكم سنين بتقولوا حتحاربوا، إنتوا بتضحكوا علينا، أنا لو عارف انكوا حتحاربوا ماكنتش عملت كده، إنما إنتوا بتضحكوا علينا، وإحنا بنضحك ع الناس، وكلنا بنضحك علي بعض فقلت له: إيه قصتك، وقصة البنت اللي بتبعت لها؟

    قال: دي بنت كنت أعرفها وحبينا بعض، وحنتجوز، وأبوها ماوافقش، راحت هي سافرت إلي فرنسا، وأبوها إلي ليبيا، وأنا بقيت هنا، وقعدتوا تقولوا حنحارب، مش حنحارب، والبنت بعتت لي إنها محتاجة معلومات، وكل معلومة حتبعت عليها فلوس، وحنلم قرشين ونتجوز ونعيش في فرنسا.

    قلت له: يابني الكلام ده مش مضبوط، واحنا حنحارب، قال: لا لا لا.

    * ألم يكن يعلم أنه جاسوس، وأن هذه المعلومات تذهب إلي إسرائيل؟

    - هذا الولد نفعنا جداً، كانت علاقتنا بليبيا كويسة، وأبوها كان يعمل بالتدريس هناك، واتصلنا به وقلنا له هناك عملية إنزال بالطائرة، بنتك مشتركة بها في فرنسا، وسيحدث لها أذي، ونحن لا نريد أن تؤذي ابنتك في هذه العملية، فأرسل إليها أنه سيموت ويريد أن يراها قبل أن يموت، وأدخلناه إلي المستشفي، وأرسلت إليه أن هناك طائرة مجهزة ستأتي إليك وتأخذك للعلاج في فرنسا فلا تحمل هماً.

    فأصدرت الأوامر بمنع زيارته في المستشفي، وأبلغت كل من يزوره بأنه ممنوع زيارته، وممنوع نقله وأن حالته خطرة، وسيموت خلال يومين.

    البنت حضرت من فرنسا، فقلت للضباط بمجرد أن تنزل من الطائرة الفرنسية انقلوها إلي الطائرة المصرية التي جاءت بها إلي القاهرة، وكان فاروق محتجزاً في فيلا للمخابرات.

    وقلت له: حنجيب هبة، وسألناها فحكت أنها ذهبت إلي فرنسا وكانت تعمل بالمطاعم، ثم تعرفت علي أشخاص قاموا بتشغيلها في شركة، ووفروا لها شقة، وأن هؤلاء اشترطوا أن تمدهم بمعلومات عسكرية عن مصر.

    وقالت: ظللت أراسل فاروق مدة شهر ولم يكن يرد علي، وفقدت الوظيفة بسبب ذلك ورجعت أعمل بالمطاعم، إلي أن عادت الشركة ووفرت لي تذكرة للذهاب إلي مصر حتي أتمكن من الاتصال المباشر بفاروق.

    وقالت إنها قابلت فاروق، وذهبا معاً إلي الإسكندرية، وفي طريقهما إلي الإسكندرية مرا علي مطار غرب القاهرة، ففتحت موضوع الحرب معه، فقال ليس هناك حرب، وقال: حناخد قرشين ونعيش مع بعض في فرنسا، وبدأ يرسل معلومات وأنا أرسلها إلي إسرائيل، وكل معلومة أرسلها يرسلون مقابلها نقوداً.

    كانت الحرب قد اقتربت، قلت لفاروق الحقيقة أننا سنحارب، وأنت ستحاكم بالتأكيد، إنما لن أحاكمك إلا بعد الحرب، لو انتصرنا فأنت شريك معنا، ولو فشلنا فأنت السبب.

    قال: وما العمل، قلت: تظل علي صلة بإسرائيل، وترسل إليها المعلومات التي نقولها لك، وطلبنا من هبة سليم إبلاغ الإسرائيليين بأن هناك حرباً حقيقية، وأنها ينبغي أن تكون بجانب فاروق لإرسال المعلومات مباشرة عن طريق اللاسلكي، وبدأ فاروق يرسل المعلومات التي نمده بها واشترك بشكل كامل في عملية خداع إسرائيل.

    وانتهت الحرب، وكنت في صراع شديد: نحاكمه، أم لا، نعم شارك في خداع إسرائيل، وأسهم في إحراز النصر، إنما لم يكن باختياره، هو خائن، ولو لم نكتشفه لكان تمادي، إنما نحن أجبرناه، وقررت أن نقدمه للمحاكمة العسكرية والتي حكمت بإعدامه ورفضت أن يقوم نبيل شكري بإطلاق الرصاص عليه وحده.

    * البعض ألمح إلي أن فاروق كان مديراً لمكتب سعد الدين الشاذلي؟

    - لا، كان مديراً لمكتب نبيل شكري.

    * ولم يعط معلومات عن حائط «الصواريخ»؟

    - لا.

    * هبة سليم أعدمت؟

    - نعم.

    * ما علاقتها بعائلة صالح سليم؟

    - لا أعرف.

    * ظروف إعدامها؟

    - حوكمت مدنياً، وأعدمت مدنياً.

    * هل توسط كيسنجر لوقف إعدامها؟

    - حقيقة لا أعرف، أنا قوات مسلحة.

    * إنما الأب كان في ليبيا، فلماذا صور فيلم «الصعود إلي الهاوية» الذي حكي الواقعة علي أنه كان في تونس؟

    - الفيلم لم يحك الصورة الواقعية الحقيقية.

    * البعض أعطي القليل وهو الآن مستمتع بما أعطاه للبلد، وأنت أعطيت الكثير؟

    - أنا لم أعط شيئاً، أنا قمت بالواجب الذي كان علي أن أقوم به.

    * ألم تحصل علي أنواط؟

    - أنا أخذت أكثر من عشرين نوطاً ووساماً، أخذت كل شيء.

    * لماذا الشباب يقبلون علي التجسس؟

    - الوضع صعب وليس سهلاً، جيل آخر.



    عدل سابقا من قبل a7med_3adel81 في السبت أغسطس 01, 2009 12:38 am عدل 1 مرات
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty الجزء الثالث - ( ب )

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 12:29 am

    * كيف نسد ثغرات التجسس؟

    - نصلح حال البلد، الناس الذين هزموا في ١٩٦٧ لماذا عادوا وانتصروا في ١٩٧٣، هناك تغير تم.. الوطنية والإخلاص ثمنهما غال، ولابد أن يتم دفعه.. نبطل فساد، والمناصب تذهب لأهل الخبرة بدلاً من أهل الثقة، والناس تأخذ حقها، وتنتهي فكرة التمييز بين الناس.

    أنا أريد أن أقول إن الإنسان -طبقاً لما تربي عليه من مبادئ ورأيي أن ذوي الكفاءات الذين يصلون ويتحققون، لا يفعلون ذلك أبداً، ورأيي أنهم يستطيعون أن يصلوا بكفاءتهم وقدراتهم فما الذي يدفعهم لفعل الخطأ.

    * البعض يقول إن جهاز المخابرات يميل إلي إعطاء إحساس بأهميته، فيقوم بالكشف عن إحدي العمليات حتي ولو كانت صغيرة، أو غير ناضجة، أو تحمل قصة حقيقية، المحكمة برأت شريف الفيلالي علي سبيل المثال؟

    - والقضاء ماله.

    * القضاء قال إنها قضية غير مكتملة، والجهات السيادية أكدت أنها قضية تجسس، وحكم علي هذا الأساس.

    * عايز تقول إن هُمه ملفقينها له؟

    - مش بالضبط.. تقريباً المحكمة كانت حتقول إن مافيش قضية.. انت عارف إن ده ممكن يحصل في المحاكم العسكرية ومحاكم الطوارئ ممكن أنا ما اعتقدش.. إذا وصلنا إلي هذه المرحلة يبقي خلاص، ويبقي علي البلد السلام.

    * كنت أريد أن تكشف عن صور مضيئة جديدة للمخابرات لم تنشر من قبل؟

    ـ يعني أحكي عن أشياء لم تنشر.

    * حتي لو بالإشارة ؟

    ـ إشارة ليه.. ليه ما اتكلمش بصراحة وبوضوح.

    * اتفضل حضرتك؟

    ـ لو فيه حاجة تستحق النشر وتعلن أقولها، إنما بحكم وظيفتي وبحكم وضعي وبحكم حفاظي علي أسرار البلد والقوات المسلحة والدولة، «ما أقدرش أقول حاجة ما اتقالتش أو ما اتنشرتش، غلط أنت كصحفي عايز تأخذ سبق، إنما كل شيء له وقت».

    * المخابرات موجودة في الشارع أكثر من الأول، لماذا، بسهولة يقول لك أحدهم أنا أعمل في المخابرات.. في الماضي كان هناك قدر من التخفي، وكأن أفراد المخابرات يبحثون عن دور في الشارع وليس في العمل؟

    ـ عايز تقول الناس بتكشف عن عملها في المخابرات علشان تاخد «وضع معين».

    مش مفروض أن رجل المخابرات يكشف عن نفسه، ليس إذاً رجل مخابرات، إذا عمل في المخابرات معناها أنه إنسان عادي، إنما هو يري أن البلد اليوم لم يعد ينظر إليه باحترام كامل، ولكي يأخذ الوضع والاحترام يفعل هذا، وهذا ليس في المخابرات فقط، هذا في كل مكان اليوم الإنسان الذي ينظر إليه باحترام لابد أن يكون ذا وضع ومركز، حتي تتعامل معه باعتباره إنساناً له وضع وله مركز، إنما في الماضي لا.

    * ربما النظام يريد بشكل أو بآخر أن يفرض سيطرته وهيمنته علي الشارع من خلال هؤلاء؟

    - لا.. لا النظام موجود، لكن المجتمع هو الذي فرض علي رجل المخابرات هذا، تصرفات المجتمع وأسلوب الحياة هي التي فرضت هذا، يعني أنت النهارده لو أنا بكلمك عادي أختلف عني لو أنا بكلمك باعتباري مخابرات.

    * لو المخابرات أرادت أن تقوم بعملية، واحتاجت إلي عميل، هل من السهل أن يقبل المواطن العادي هذه المهمة، وهل ينظر إليها باعتبارها مهمة وطنية مثلما كان فترة الحرب والمد القومي؟

    * هل غياب المشروع يؤثر علي نظرة المواطن العادي إلي هذه المهمة؟

    - طبعاً اختلفت الأمور، الرجل الوطني الذي تتحدث عنه لم يعد موجوداً، أسلوب الحياة أختلف، التقييم والقيمة، السؤال اليوم أنت من ومعك كم، وهذا خطأ.

    الروح الوطنية والتضحية في سبيل البلد وإنكار الذات، كل ذلك اختفي.

    زمان كان البني آدم العادي محترم، اليوم لا يحترم إلا من يمتلك المال أو المركز، والباقي غير محترم.. أي إنسان هكذا اليوم.. إعادة بناء المجتمع مطلوبة.

    * من الذي يبني المجتمع؟

    ـ كل إنسان يستحق من يحكمه.

    * أنا كواحد من الشعب ماذا أفعل؟

    ـ تمشي صح وتحتقر الذي ينظر إلي الإنسان من خلال قيمة المال والمركز وتشارك.. كم واحد مستعد أن يموت اليوم في سبيل بلده؟

    الناس الذين ضحوا بأنفسهم في ٧٣، والطلبة والمظاهرات اليوم لا، لماذا؟ لأن المجتمع لا يحترم هؤلاء، أو لا يعطيهم حقهم، المجتمع يعطي الحق للإنسان صاحب المركز والمال.

    * هل شاركت في الانتخابات الماضية؟

    ـ أنا لا أشارك في أي انتخابات، وليس عندي بطاقة انتخابات.

    * لماذا، هل أنت معترض علي شكل الديمقراطية؟

    ـ هو فيه ديمقراطية؟

    الديمقراطية لا يعطيها أحد، إنما تنتزع.

    * هل تنتزع بشكل من أشكال التمرد؟

    ـ ليس تمرداً، وإنما بعدم القبول، لا شك أن هناك نوعاً من أنواع التطور، إنما هل هو في الطريق الصحيح أم لا.

    * إنما لا تريد أن توجه نصيحة للرئيس؟

    ـ عندما يطلب مني النصيحة أنصحه.

    * بشكل عام؟

    ـ كيف أنصحه بشكل عام.

    * أنت تقول ليس هناك ديمقراطية؟

    ـ لدينا ٢٥ حزباً لا أعرفها، هل هذه ديمقراطية.. تبقي الديمقراطية كلام صوري، إنما لابد أن يحدث تغيير حقيقي وسيحدث، إنما علي مراحل وفترات.


    عدل سابقا من قبل a7med_3adel81 في السبت أغسطس 01, 2009 12:39 am عدل 1 مرات
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty الجزء الرابع - ( أ )

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 12:34 am


    المصري اليوم 19 /7 /2007

    اتصلت باللواء فؤاد نصار.. وعرضت عليه إجراء هذا الحوار وفكرته، فرحب الرجل لكنه أبلغني انه في الساحل الشمالي وبالتحديد في قرية سيدي كرير.. وسيبقي لعدة أسابيع هناك حيث إنه في مرحلة النقاهة بعد اجرائه عملية جراحية ناجحة.

    سألنا حارس الأمن عند مدخل القرية عن اللواء نصار فأرشدنا إلي مكان شقته دون أن تبدو علي ملامحه أو زملائه أي معرفة بالرجل وقيمته وتاريخه.. قلت لنفسي وللزميل المصور حسام فضل: طبيعي نحن صحفيان ولم نكن نعلم عنه شيئًا حتي يومين فقط، عندما استقبلنا الرجل في شقته المتواضعة، لا في الشاليهات الفارهة المطلة علي البحر، لاحظنا أن لديه عدة «لزمات» في الكلام مثل إنه لا يحب كرسي السلطة ولم يسع إليه يومًا ما، وأن صحته الجيدة وتركيزه في هذه السن أكبر تكريم تلقاه..

    وأن الدولة لم تقصر في حقه أبدًا وأن لديه ما يزيد علي ٢٠ نيشاناً.. والعديد من المناصب الرفيعة.. كان الرجل يقاطع سؤالي المتكرر والذي حمل إلحاحًا وإحراجًا- وهو «هل حصلت علي التكريم المناسب لعطائك.. خاصة أن كثيرين ممن لم يقدموا شيئًا لمصر حصدوا الكثير؟ كان الرجل يقطع إلحاحي بحكايات عن رضا النفس والقناعة، وأنه راض عن نفسه وفخور بأن الشقة التي تزوج فيها بمنطقة الدقي لا يزال يسكن فيها..

    وأنه رفض قصرا منحه إليه السادات، أما عن «سيدي كرير» فيقول: «تصور عندما كنت محافظًا لمطروح كانت المنطقة تتبعني إداريا.. ولما قرر المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان في حينها بناء قرية بالمنطقة.. نصحني البعض بأن أحجز لنفسي أحد الشاليهات علي البحر لكنني رفضت وقلت لهم بعنف: «تريدونني أن أستغل منصبي» ويضيف: عندما احتجت مكانًا هنا، وكنت علي المعاش، قالوا لي: لم يبق إلا الشقق!

    في الجزء الأخير من حواره مع «المصري اليوم»، يروي نصار قصص البطولة لأهالي سيناء أثناء الحرب، كما يحكي ذكرياته في مطروح كـ «ثعلب مصري في الصحراء الغربية» أراد السادات له أن يكون حارسًا للبوابة الغربية في وجه أطماع القذافي التي ظهرت في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي.

    .. أنت عملت في أماكن كثيرة قائدًا عسكريا.. ورجل مخابرات ثم محافظًا والمهم أنك راصد لحركة الشعب.. هل تطور المصريون أو تأخروا عن ١٩٧٣؟

    .. الشعب في حيرة كبيرة.. أنا سأحكي لك قصة في هذا السياق بعيدًا عن الجبهة.. أنا عندي ولدين وبنت.. وفي يوم نايم في السرير.. جاءني ابني الذي يعمل مهندسًا في إحدي الشركات وقال لي: عندي موضوع وأريد رأيك فيه.. فقلت له: فيه إيه، فقال لي: أعطيت إحدي العمليات لمقاول.. ونفذ العملية بشكل ممتاز.. وأخذ كل حقوقه.. ولكن هذا المقاول جاءني ومعه مظروف فيه ١٠ آلاف جنيه.. أعمل إيه. قلت له: إنت عايز تعمل إيه.. فقال: عايز أبلغ الأجهزة الرقابية.. وأعمل له كمينًا وأمسكه، فقلت: في هذا الوقت وظروفنا الحالية.. هذا الكلام لا ينفع.. قال لي: لماذا.. فقلت له: أنت رجل في السوق.. ومهندس قطاع خاص، وعندما تقدم علي هذا الإجراء فلن يتم فهم موقفك جيدًا.. وأنصحك بأن تأخذ هذه الفلوس من الرجل.. واطلب المدير المالي للشركة أن يأتي لمكتبك في حضور المقاول واعطي له المظروف وقل له: ضع هذا المبلغ في حساب العملية كمكسب للشركة.

    وبالفعل نفذ ما قلته.. بعدها بأسبوعين.. أبلغني أن رئيس مجلس إدارة الشركة منحه مكافأة ٣ آلاف جنيه كرد فعل علي هذا السلوك المحترم والهادئ.

    .. أريد أن أعيدك مرة جديدة للجبهة ما قبل الحرب.. ودور أبناء سيناء في هذه الفترة؟

    - كان الشيء الوحيد الذي نتميز به عن إسرائيل وبشكل قوي هو العنصر البشري.. طيب.. أنا أريد أخبارًا ومعلومات، وكان لدي سؤال رئيسي وبناء عليه أقول: سأحارب أم لا وهو: هل علمت إسرائيل بأننا سنحارب أم لا.. طيب أعرف إزاي؟ كان لديهم مخازن في سيناء اسمها مخازن الطوارئ.. وكان في كل واحد دبابة جاهزة ببنزينها وذخيرتها.

    ولم تحصل عملية تعبئة يكون كل واحد علي علم بالدبابة التي سيركبها.. أو المدفع الذي سيقاتل به. إذن الحل الوحيد هو حراسة هذه المخازن لمدة ٢٤ ساعة يوميا.. ولو تم فتحها.. وخرجت الدبابات أو المدافع فستكون إسرائيل قد عرفت بأننا سنحارب.. وطوال فترة إغلاقها أكون أنا مطمئنًا ولكنني علي قناعة بأننا إذا لم نستطع أن نحافظ علي سرية قرار الحرب فينبغي ألا نحارب وللعلم فهذه المخازن تم فتحها صباح يوم ٦ أكتوبر.. ولكن هم يأخذون وقتًا للتعبئة مدته ٤٨ ساعة.. وواقعيا، لما بدأوا يخرجون من المخازن وصولاً للخطوات المقبلة، كانت الحرب قد بدأت فعليا وتم العبور.

    .. أفهم من كلامكم أنهم كان لديهم موعد تقريب بالحرب.

    - بالضبط.. هم فتحوا المخازن صباح ٦ أكتوبر.. إذن هم علموا بأن هناك حرباً.. وقاموا بالتعبئة الجزئية.. وهذا الموضوع له قصة معروفة كتبها بعض العسكريين الإسرائيليين فيما بعد.

    واستخدمت لهذه العملية عنصرين: ضباط القوات المسلحة.. وأبناء سيناء.. وقمت بإجراء عجيب في هذه الفترة حيث أنشأت ما يسمي «القوات الخاصة للمخابرات» وكان شعارها قدرة مقاتلي القوات المسلحة للعمل خلف خطوط العدو.. بشرط واحد: أن كل فرد يخدم ٣ شهور متصلة في سيناء وفي موقع محدد ليحصل علي المعلومات المطلوبة وكنا نقوم بتدريبهم قبل بدء عملياتهم علي المهام الاستخباراتية وكيفية إرسال المعلومات، وطبيعة المعلومات المطلوبة، وكنا نؤكد لكل واحد أن جيشه مدته ٣ شهور فقط.. يعود بعدها المجند وأقول له: أنت أنهيت مدة خدمتك.. وأديت ما عليك لبلدك.. «روح بيتكم»، ولا أبالغ في ذلك.. كان فيه ناس بعد فترة يعودون ويقولون: نريد العودة لسيناء ولمهام جديدة بالفعل كان هناك البعض يفرح بانتهاء جيشه ولا يعود لكن عادت نسبة عالية من الجنود من تلقاء نفسها للقيام بمهام جديدة.

    .. ما هي طريقة عبور هؤلاء إلي عمق سيناء عبر القناة؟

    - عن طريق أبناء سيناء أنفسهم.. وأتذكر أنني أعطيت رتبة عميد لأحد أبناء سيناء، حيث كان ينتمي لقبيلة كبيرة، وكانت مهمته الأساسية هي تجنيد أبناء سيناء.. وكان دورهم يمتد أيضًا إلي مقابلة هؤلاء الضباط والمجندين الفدائيين عند القناة، ويقومون بتوصيلهم إلي المناطق المطلوبة.. وكانت القبائل تتولي إعاشة هؤلاء.. أكلهم وشربهم وطلباتهم.. وبعد انتهاء مهمة الفدائي تتم إعادته إلينا، هذا هو العنصر البشري الذي اعتمدت أنا عليه.

    وأتذكر هنا حكاية وطنية رائعة وهي لآنسة مصرية تطوعت للعمل من غزة.. كانت قد ذهبت للعمل كممرضة في القطاع.. وجاءت إلينا وقالت: أريد أن أساعدكم.

    .. ولكن غزة كانت محتلة؟

    - ولكن كان مسموحًا للمصريين وفقًا لبعض الضوابط المرور إلي هناك.. فجاءت هذه الآنسة إلينا وأخذت «كورس» مدته ٣ شهور.. وحصلت علي جهاز لاسلكي، وبعد عودتها إلي غزة كانت لديها مهمة وحيدة وهي: استقبال الفدائيين والعاملين خلف الخطوط بمعلوماتهم.. وهي ترسلها إلينا، وكأنها محطة إرسال مصرية.. واستمر عملها حتي نهاية الحرب.

    .. أين هي الآن.. وهل تم تكريمها؟

    - يعني إيه تكريم..

    .. لم اسمع عن هذه القصة البطولية من قبل.. لماذا لا ننشر مثل هذه القصص لتكون نموذجًا وقدوة مشرفة للشباب الآن.

    - أنت سمعتها الآن!.. كل معلوماتي أنها بقيت في أحد مستشفيات غزة فترة طويلة ما بعد الحرب.. ولا أتذكر اسمها أو أين هي الآن، ولكن كنت أسمي هذه الفتاة «سمراء البشرة.. بيضاء القلب».

    كانت لدينا مجموعة ثالثة، يقودها ضابط بطل اسمه إبراهيم الرفاعي.. وكانوا عبارة عن مجموعة من الضباط تقوم بالتطوع بغرض القتال في سبيل الحصول علي معلومات.. أي أننا كنا نحصل علي المعلومات بالاستطلاع عن طريق أبناء سيناء أو بالمجندين، نحارب للحصول علي هذه المعلومات ومجموعة القتال ٤٤ هذه والتي يقودها الرفاعي عبرت القناة ٣٥ مرة قبل الحرب.

    وكان شعار المجموعة: تنفيذ المهمة أو الشهادة، مثلاً هم الذين أتوا إلينا بمواسير النابالم علي خط بارليف.. مرة أخري أحضروا إلينا سلاحًا جديدًا من خط بارليف.

    .. احضروا صوره.

    -لا.. أحضروا السلاح نفسه.. قتلوا الطاقم الإسرائيلي وعبروا القناة عائدين إلينا به.. وكان سلاحًا متطورًا للغاية.

    .. قرأت في بعض المراجع والصحف عن «منظمة سيناء» ودورها في الحرب.. أنت حكيت عن دورها تقريباً الآن.. ولكن هل كان لها تشكيل معين.. وطريقة تمويل؟

    - كان لدينا أحد شيوخ القبائل المحترمين واسمه اليماني بن الشيخ زويد وقام بتجنيد عدد كبير من أبناء القبائل المختلفة.. وفي مناطق مختلفة في الشمال والجنوب، بحيث يقومون بمتابعة وتوجيه رجال الاستطلاع.. وهذا ما أطلقت عليه اسم «منظمة سيناء» وسأحكي لك قصة طريفة.. أثناء عملي كمدير للمخابرات العامة، تمت محاكمة أحد أعضاء مجلس الشعب عن جنوب سيناء بتهمة الاتجار في المخدرات.. هذا الرجل، وبالفعل ساعدنا كثيراً قبل وأثناء الحرب، أنزلنا مجموعة كبيرة من المظليين في جنوب سيناء قبل الحرب بقليل لنصور للإسرائيليين أن كل هدفنا هو إغلاق خليج العقبة.. خاصة بعد سحب قوات الطوارئ الدولية وانقطعت الصلة مع رجال المظلات هؤلاء.. وكان عددهم ١٢٠ تقريباً.. لكنني كنت قد تكلمت مع هذا الرجل بنفسي.. وكلفته بإحضارهم واستضافتهم لنحو شهر كامل، كان الرجل يقوم بتسريبهم مثلما يقوم بتسريب الحشيش واحدًا واحدًا.

    .. يعني أنت كنت تعلم أنه يتاجر في الحشيش؟

    -نعم بالطبع.. وسألوني في المحكمة.. عندما كنت شاهداً في القضية.. وأخبرتهم أنه حاصل علي نيشان المخابرات ونجمة سيناء.. وهو يتاجر في الحشيش «طيب.. أنا مالي» الرجل فعل من أجل مصر الكثير ويستحق النيشان، وكون أنه تاجر حشيش هذا ليس عملي، ولكن عملكم أنتم، سألوني: هكذا قلت لهم أيضاً هل تعلم أنه يتاجر في الحشيش قلت: نعم.. وهو لم يكن يتاجر في المخدرات لكان من الصعب استضافة كل هذا العدد والإنفاق عليهم.. بل وتسريبهم، هذا الجهد يحتاج قدرات مالية.

    .. لكن هذا النوع من الرجال لا يمكن أن يكون عميلاً مزدوجاً، خاصة أن كثيرًا من المخدرات تكون عابرة من إسرائيل؟

    ـ هذا الشخص لا.. لأن أحد شيوخ القبائل هو الذي اختاره.. واختاره الآخرون أيضاً.. فلم أكن أختارهم وحدي.

    وأنقلك لقصة لها علاقة بهذا الموضوع «البدو» في ١٩٧٦، كانت قد انتهت الحرب.. وتم التوقيع علي «فض الاشتباك» والحديث عن الهدنة، وذهبت بنفسي للرئيس السادات.

    .. في آخر أيامك بالمخابرات الحربية؟

    ـ نعم.. قلت له.. لا أستطيع أن أكمل العطاء في موقعي.. و«أنا تعبان جداً» فأرجو أن أخرج.. قال لي: لا تخرج تعبان.. تروح محافظ البحر الأحمر٤ شهور ترتاح.. كان البحر الأحمر خالياً تماماً، ويكمل السادات: بعد انتهاء فض الاشتباك تماماً.. تمسك محافظ سيناء وتستمر معنا إلي أن نحصل عليها بالسلام.. كما أخذنا الجزء الأكبر منها بالحرب.

    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty الجزء الرابع - ( ب )

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 12:35 am

    .. هناك من يشيع أن أول محافظ لسيناء تم تعيينه بعد كامب ديفيد؟

    ـ لا.. هذا خطأ شائع.. أنا أول محافظ لسيناء.. تسلمت عملي في البحر الأحمر ٤ شهور.. وتوليت منصبي في سيناء بعدها.. ولم يكن هناك شمال أو جنوب فقط.. محافظًا للمنطقة المحررة.. تقريباً حدودها الشيخ زويد في الشمال.

    .. ولكن أعتقد أنها كانت سلطة محدودة؟ وأقصد أيضاً أن المنطقة المحررة كانت بسيطة؟

    ـ كنا نسيطر علي ٤٠ كيلو في العمق.. وهي محصلة الحرب ومرحلة فض الاشتباك الأول.. وأنا في سيناء.. كنت أعتبر أن لأهل سيناء جميلاً.. وعلينا رده، وكان معظمهم يعيشون في بيوت من الصفيح.

    تخلصت من هذه البيوت.. وسعيت لإنشاء قري جديدة.. وكانت خطتي هي إقامة هذه القري فوق المرتفعات لكي تكون صحية.. وفي الوقت نفسه يتم استخدامها في الاستطلاع عند الضرورة. كنت أبني مدارس بسرعة ولو في أكشاك خشب.. وأسعي لأبناء سيناء لتعليمهم. فالحرب أفادت سيناء، لأنه خلال فترة التهجير ذهبوا إلي محافظات العمق ابتداء من بورسعيد وتعلم بعض أبنائهم في الجامعات.. وكنت أهتم بهؤلاء الجامعيين المتواجدين خارج محافظتهم.. باعتبارهم الطليعة المثقفة لسيناء.

    بقيت محافظاً لسيناء لمدة عامين، و في يوم اتصل بي النائب حسني مبارك وقال لي: الرئيس عينك محافظاً لمطروح.. وعليك أن تتسلم مهام منصبك غداً.. فقلت له: الرئيس قال لي: أنت باق في سيناء إلي أن تعود إلينا بالسلم، وقال: هذه وجهة نظري أيضاً وقلتها للرئيس، لكن قال لي: يذهب لمطروح.. ولما نأخذ سيناء سنعيده، وبالفعل ذهبت لمحافظتي الجديدة.. في هذا التوقيت، كان القذافي علي خصام شديد مع مصر، وقام بنسف أحد القطارات بالإسكندرية.. وأشرف علي تفجير آخر في مجمع التحرير، وصعدت مصر ضده عسكرياً، لكنه عملياً كان مسيطراً بشكل تام علي محافظة مطروح.

    .. بأي طريقة؟

    - عن طريق البدو.. كان يعطي بطاقة هوية للبدو باسم «صحراء شرقية» أو «ص. ش»، كما هو معروف في ذلك الوقت - أي أن هذه جنسيتهم.. وليسوا مصريين أو ليبيين.. وإنما «صحراء شرقية» ويدخلون بهذه البطاقة ويخرجون بها كما يريدون، كان يستغل حاجاتهم واعتمادهم علي تربية وتجارة الأغنام وكان يأخذها منهم بأسعار مرتفعة.

    وكان يغدق علي مشايخ القبائل.. ويعاملهم كأنهم ملوك.. ولكن خاضعون له، أخبرتني القيادة السياسية بهذا الوضع الغريب.

    .. تعني أن الرئيس السادات كان يريد تعاملاً محدداً مع هذا الوضع.. وأن تتعامل أنت مع البدو.

    ـ قال لي النائب حسني: الرئيس السادات يقول لك وبالنص: أنت مسؤول عن بوابة مصر الغربية، كنت وقتها ضمن جهاز مسؤول عن أمن مصر من الجهة الشرقية، ولكن هذا وضع جديد لأكون مسؤولاً عن هذه المساحة الضخمة.. وفي ظروف حساسة، والحقيقة أن خدمتي في سيناء ومن قبلها البحر الأحمر أفادتني كثيراً.. وأعطتني فكرة جيدة للتعامل مع البدو هؤلاء أناس لا يجدي معهم نوعية التعامل التي تصلح مع سكان العاصمة أو المدن الكبري.. هم أناس لديهم عادات وتقاليد وأصول وأوضاع مطلوب مراعاتها وبدقة.

    توليت عملي، ودرست الأوضاع الأساسية، ووجدت أنهم خمسة قبائل رئيسية في مطروح والقذافي كان مستوليًا عليهم.. خاصة مشايخ القبائل كانت تحدث ترشيحات.. والقبائل تتنافس، وهو يزكي واحدًا علي الآخر بالمال أو بالوعود.. وهكذا.

    .. القذافي كان سنداً لمصر قبل مرحلة الحرب وأثناءها.. فلماذا انقلب هكذا؟

    ـ هو كانت لديه أطماع كبيرة في هذه المنطقة.. كان يريد ضمها إلي ليبيا.. أنا تعرفت وتواصلت بشكل جيد مع الأعراف البدوية.. واجتمعت مع شيوخ القبائل.. وعملنا عقدًا عرفيًا.. أقررنا فيه بأننا مصريون وعائلة واحدة.. وقلت لهم: أحترم محاكمكم العرفية إلي أقصي حد.

    واتفقنا أي القبائل الخمس والمحافظ علي العمليات الأساسية في المحافظة سواء الترشيحات وعضوية مجلس الشعب وكذلك القرارات التنفيذية.. ومن يخالف الإجماع يعاقب في محكمة عرفية.. ومن ضمن الأشياء التي اتفقنا عليها، أنه عندما يكون هناك ترشيح لانتخابات «مجلس الشعب» أو «الشوري» فإن نظام الدور هو الشكل المناسب لطبيعة المجتمع القبلي.. ولو أن القبيلة عليها الدور فإنها ترشح شخصين، والمحافظ يختار واحداً منهما.. وإذا لم أرض علي الاثنين.. أطلب منهم إعادة الترشيح.. وعندما أختار أنا واحدًا منهم.. الجميع عليه الموافقة علي هذا الاختيار ومن لا يوافق تتم محاكمته. أريد أن أقول إن هناك أسلوباً يصلح مع البدو ولا يصلح مع سكان المدن أو الوادي والدلتا.. أما وأن «الداخلية» تنفذ القانون وتضرب وتعتقل هذا خطأ كبير.

    بدأت أزور الناس في أماكنهم، وأحفر لهم آبارًا للزراعة.. وكان القذافي قد أوقف شراء الأغنام منهم.. ووفقت في تصديرها فيما بعد إلي السعودية.

    ومن المواقف التي لا أنساها في هذه المرحلة، أن الملك السنوسي كان يعيش في مصر، وكان له بيت في مدينة الحمام.. وكان بعض شيوخ القبائل يبلغوني بذلك وانطلاقاً من تكويني كمخابرات، أصبح لي ناس وعيون ورجال في البدو.. فكنت محافظًا ومخابرات في الوقت نفسه.

    وكنت أستغل زيارة السنوسي للحمام جيداً..، وكنت أجعل هؤلاء الرجال يذهبون إلي ليبيا ويقولون إن الجيش المصري يدعم السنوسي.. ويساعده في ضم طرابلس إلي مطروح.. ويترك الباقي للقذافي.

    .. كانت هذا الإجراءات بالاتفاق مع القيادة العليا في القاهرة.. خاصة السادات.

    - ابداً.. أنا المسؤول وحدي.. وكنت استدعي قائد المنطقة الغربية.. وأقول له.. أحشد «شوية قوات علي الحدود» وينفذ الرجل.. القذافي في المقابل يسلم الدولة.. ويعمل تعبئة.. ولذلك كنت أسرب معلومات جديدة مفادها أنه طالما القذافي قد علم سنقوم بالتأجيل.

    فعلت هذا الإجراء مرتين، ثالث مرة استدعاني السادات، الله يرحمه، وقال لي: إنت بتعمل إيه.. قلت له: هل هناك شيء غريب.. فقال: الأمريكان كلموني.. وقالوا لي «بلاش حكاية طرابلس دي» وشرحت للرئيس دوافعي، فهاج وقال: إزاي تعمل كده من غير ما تقول لي.. فقلت له: ألم تقل لي إنني مسؤول عن بوابة مصر الغربية.. وإذا كان ما فعلته خطأ فلتخبرني.

    فقال: لا تكررها بدون أن تقول لي.. فقلت له: حاضر.

    .. أعود للقذافي.. وتغير موقفه من السادات؟

    - ما أعتقده أنا شخصياً أن علاقة جمال عبدالناصر بالقذافي كانت شديدة للغاية رغم أنها لم تستمر سوي سنة واحدة.. كان القذافي يعتبر عبدالناصر مثله الأعلي بل والده.. وقدوته. ولما جاء السادات اختلفت الأمور بشكل تام، القذافي لم ير في السادات أي صورة من صور الرمز عبدالناصر..

    .. هل كانت أطماعه هذه في مصر موجودة قبل أن تظهر للعلن بعد نهاية الحرب.

    - إذا كنت تقصد بأطماعه قبل السادات، فإنه كان لا يجرؤ، مجرد التفكير، في الحديث عن أطماعه هذه في المنطقة الغربية بمصر.. بالعسكر، كان يريد الانضمام إلي مصر أيام عبدالناصر.. والآن أطماعه وأفكاره انتقلت إلي أفريقيا.

    .. انطلاقاً من قصتك الممتدة هذه مع البدو.. ما تعليقك علي ما كان يحدث في سيناء طوال الأعوام القليلة الماضية من استهداف للناس هناك.. وما تردد عن أخطاء الأمن في التعامل مع البدو.

    - معظم المحافظين الذين جاءوا بعدي للقيادة في الشمال أو الجنوب، كانوا من قيادات ١٩٧٣.. ويعلمون جيداً ماذا فعل أهل سيناء لمصر.. وللعلم معظم هؤلاء المحافظين سواء للشمال أو الجنوب خدموا في المخابرات الحربية.. وكانوا يعلمون جيداً أنهم ذاهبون لخدمة هؤلاء المواطنين الذين حُرموا لفترات طويلة من حقوقهم إلي أن جاءت المرحلة الأخيرة.

    .. كيف ؟

    - عمليتا طابا.. وشرم الشيخ.. وغيرهما من العمليات الإرهابية لا يمكن أن يقوم بها البدو وحدهم.. مستحيل: إنما هي لعبة من ألعاب الشرق الأوسط الكبير.. وقطعاً اشتركت في هذه العمليات عناصر خارجية.

    الأمر الثاني، المعالجة لم تتم بالطريقة الصحيحة مع البدو.. وأقصد أنه من الخطأ الكبير إعطاء «الداخلية» وحدها كل هذه المسؤولية للتعامل مع المسائل المعقدة.

    .. «الداخلية».. واقعياً تتعامل مع تحديات كثيرة.. لماذا ترصد الخطأ في تعاملها مع أحداث سيناء فقط؟

    - أنا حكيت لك.. كيف تعاملت مع البدو في سيناء ومطروح.. الأمر مختلف عن تعاملي معكم أنتم سكان القاهرة.. أو في تعاملي مع أتباع الإخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية، البدو في حاجة لأسلوب معين في التعامل معهم.

    .. ومن يستطيع التعامل معهم؟

    - حكامهم بالطبع.

    .. لو أنت حاكم.. ماذا تفعل بعد حدوث تفجيرات.

    - دعني أقول إن أخطاءً كبيرة حدثت.. ومرحلة التصحيح بدأت في سيناء فعلياً.. الدولة كلها تتجه إلي فهم أهل سيناء والتعامل معهم بشكل سليم، والأخطاء كانت تتم في كل مكان، أعرف إحدي الأسر في سيناء ابنها طالب في كلية الهندسة.. وجري اعتقاله ضمن الأحداث الأخيرة.. وللعمل فعلاقاتي بمعظم القبائل والأسر هناك مازالت متينة. المهم طلبت مني العائلة التوسط لمعرفة مكان اعتقال ابنهم.. فرجال الأمن أخذوه .. والعائلة لا تعرف مكان احتجازه.. وبالفعل اتصلت بالجهات المسؤولة.. فقيل لي: لدينا تعليمات ألا نفصح عن مكان المعتقلين.. خوفاً من قيام أبناء سيناء بمظاهرات أمام أماكن الاحتجاز..

    «الداخلية» خطأها الأساسي أنها تعاملت مع جميع البدو وكأنهم جماعات إرهابية وأنا أقول وأؤكد أن العمليات الأخيرة تمت بتفكير وتدبير بواسطة جهات وعناصر من خارج سيناء وإن كان المنفذون من المنطقة فعلياً.

    وإسرائيل شريكة أساسية في كل هذه العمليات.

    .. بماذا تفسر طلب بدو سيناء التعامل مع الجيش وليس الشرطة في كل أزماتهم الأخيرة.

    - لأنه ببساطة الجيش يعرف ولاء وإخلاص أهل سيناء وما قمت به معهم أو في مطروح هو نموذج لفهم رجال الجيش لطبيعة البدو.

    .. ولكن الشرطة تتعامل مع كل المصريين بهذه الطريقة، اشتباه وتحقيق واعتقال.. وأحياناً تعذيب.

    - هذا خطأ.. المعاملة لابد أن تختلف بين الجماعات الإرهابية والبدو.. الداخلية لم تدرس البدو ولم تعاشرهم.. أنا لا أقول إن ممارسات الداخلية كلها خطأ.. ولكنهم كانوا بحاجة إلي أسلوب مختلف في سيناء.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty اللواء رفعت جبريل

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 2:15 am

    الفريق رفعت جبريل، أنه بطل من أبطال جهاز المخابرات العامه المصرية ( هيئه الأمن القومى ) بدأ حياته العملية ضابط بالجيش المصرى و انضم لل"ضباط الأحرار " قبيل الانقلاب العسكرى.
    رئيس جهاز الأمن القومي المصري وقائد عملية الثعلب، وكان له دور بارز في زرع رافت الهجان في قلب إسرائيل. وقام بالعديد من علميات كشف شبكات جاسوسية كانت تعمل فى مصر .. و من أشهر بطولاته القبض على الجاسوس الإسرائيلى و ضابط الموساد " باروخ" و هو البطل المخابرات الحقيقى للقصة المشهورة و التى تحولت فيلما " الصعود إلى الهاوية "و من قام بالقبض على العميلة الاسرائيلية المصرية الأصل " هبة سليم" باستدراجها الى مطار عربى و من ثم ترحيلها إلى القاهرة لتحاكم (تم إعدامها بعد أن أعترفت و ادينت بالتجسس لصالح إسرائيل.

    عرف باسم الثعلب وقام نور الشريف بعمل مسلسل عنه باسم الثعلب التلفزيوني. ولد عام 1928 م وخرج من الخدمة برتبة فريق أول عام 1986 م وكيلا أولا للمخابرات.

    من أشهر عملياته القبض علي ظابط مخابرات إسرائيلي إسمه باروخ مزراحي - وفيما يلي تفاصيل العملية :

    القصه بدأت عندما طلب منه أن يقوم بالسفر الى اليمن تحت غطاء دبلوماسي كويتى واشتبه فيه بعض ضباط الامن فى اليمن وقاموا بالقاء القبض عليه وبتفتيش منزله عثر معه على أفلام وصور لبعض القطع الحربيه التى تعبر من طريق باب المندب وعندما جرى أعتقاله وأستجوابه قام بأختلاق قصه أنه من دوله الكويت ويعمل فى جريدة كويتيه وقام رجال الامن هناك بعمل تحريات عن هذا الاسم ولم يجدوا له اي بيانات فبدات الشكوك تساور رجال الامن فعلى الفور تم الاتصال باقوى جهاز مخابرات فى المنطقه العربيه كلها ( جهاز المخابرات المصرية ) فسافر الى هناك ظابط مخابرات مصرى وهو ( الفريق رفعت جبريل ) وقام بأخذه منهم ولو نعلم أو نشاهد جميعا تلك الايام وكما قالوا ( أن إسرائيل قامت بارسال وحدات كامله وراء هذا الظابط المصري لانقاذ الجاسوس ولو ألف مئات المجلدات , صنعت مئات من الافلام الامريكيه لن تسردجزء من ما حدث ولا نستطيع أن نخوض فى ذلك حديثا لانها يندرج تحت بند السرية ) وقد عبر الظابط المصرى ( الفريق رفعت جبريل ) عن طريق الصحراء والوديان إلى أن وصل الى البحر وهناك تم ألتقطه بغواصه مصرية وكانت وراءة المقاتلات الاسرئيليه وبالرغم من ذلك لم يستطعوا انقاذ جاسوسهم ولماذا خرجت هذة القوات الهائله لنعلم جميعا أنه من المؤسف بشدة ان يتم القيض على ظابط مخابرات من مخابرات معادية أو أخرى ولنعلم انها حدثت 5 مرات فى التاريخ منهم 2 من أسرائيل وثانيا أن الجاسوس لا يعلم الا التفاصيل المكلف بها من قبل ظابط الحاله اما ظابط المخابرات فيعلم جميع أنواع الاقسام والتجهيزات وهذا لفخر المصرين وعند وصوله الى مصر كان فى ذلك الوقت يقوم بتجهيز خطه بديله لنفسه مثل اسم وحياه وهميه مثل التى قام بتاليفها فى اليمن واثناء التحقيق معه قام رئيس التحقيقات بسؤله عن اسمه فجلس يقص القصه الوهميه عن حياته التى قام بالتفكير فيها وبعد عده ساعات قال له المحقق لقد قامت زوجتك بوضع مولودها الان وهو بحاله جيدة جدا يا باروخ وعندما استمع الى هذا أنهار وجلسي يعترف بكل الاشياء ليست الاشياء فقط بأدق وأخطر الاشياء وكانت هذة أحدي بطولات جهاز المخابرات المصرية وهذه المعلومات هيا المتاحه حاليا ليس أكثر وبعد ذلك جلس "باروخ مزراحي" يموت بحسرته في الزنزانة رقم (ستة) بسجن مصر، بعد انتصار أكتوبر73. أدرك لحظتها أن عقوبته الرادعة التي يقضيها في المعتقلات المصرية ستطول وتطول إلى ما لا نهاية.. وزاد اكتئابه بعد أن نما إلى علمه في 4 ديسمبر 73، أن المخابرات المصرية رفضت مقايضته بالعقيد السوفيتي، وضابط الكي جي بي الشهير "يوري لينوف" المعتقل في "إسرائيل" بتهمة التخابر، والتجسس لصالح المعسكر الأحمر.لكن في الثالث من مارس 74، سالت حركة غير عادية أمام باب زنزاته الضيقة..وألقى عليه السجان نظرة احتقار مخيفة..أردفها بجملة واحدة: "استعد سيفرج عنك غدا يا...". وما أن انتهى المؤذن من رفع آذان الفجر، ومع بزوغ أول ضوء تحركت من أمام بوابة السجن الضخمة قافلة سيارات تحمل لوحات دبلوماسية, زجاجها مغطى بستائر سوداء قاتمة. تقدمت الركب سيارة تحمل شعار الصليب الأحمر. واستغرقت الرحلة أربع ساعات كاملة، حتى أشرفت السيارات على شاطئ قناة السويس..وعبرت الممر المائي تدوس فوق أحد الجسور المتبقية منذ حرب أكتوبر..وسرعان ما دلفت إلى شبه جزيرة سيناء، وبدأت تنهب الطريق نهبا.
    الطريق الأسفلتي يتلوى كالثعبان بين التلال الرملية المرتفعة، والسيارات العسكرية المتفحمة من مخلفات حرب أكتوبر التي وضعت أوزارها منذ عدة أشهر فقط، تناثرت ذات اليمين وذات الشمال، وبين هذا الركام دبابات هالكة انخلع منها شعار صفيح مرسوم عليه نجمة داود. لكن جاسوس الموساد لم ير شيئا من كل ذلك انكمش مثل القنفذ خلف الستائر السوداء الثقيلة في انتظار مصيره المجهول..أخيرا توقفت السيارات في واحة بالوظة أمام القاعدة العسكرية المقامة على قارعة الطريق الرابط بين العريش والقنطرة وبورسعيد. وهناك تحت رعاية مسئولي "الصليب الأحمر" استلم رجال المخابرات المصرية 65 فدائي فلسطيني من سكان الضفة، والقطاع، اعترف الناطق بلسان جيش الاحتلال في بيانه الصادر في الرابع من مارس نفس العام: "أنهم نفذوا عمليات فدائية، وأنشطة تجسس في غاية الخطورة لصالح المصريين". لكن ما لم يذكره البيان العسكري الصهيوني، وظل سرا لم يعلنه الجانب المصري الذي يفضل الكتمان وعدم التفاخر بإنجازاته، أن ضباط المخابرات العامة استلموا كذلك اثنين من أهم جواسيسنا، أو قل "رجالتنا في تل أبيب". "عبد الرحمن قرمان"، و"توفيق فايد البطاح". الذين يعترف كتاب "الجواسيس" الصادر حديثا في إسرائيل أنهما أكبر دليل على الفساد والفوضى في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، والنجاح في المخابرات العامة المصرية.
    وهذا ما كتب
    ألقى المصريون بالجاسوس الصهيوني "باروخ مزراحي" بعد أن اعتقلوه في اليمن، وعرفوا أنه أحد كبار ضباط الموساد..يعمل في وحدة "مسادا" -وحدة العمليات الخاصة- أرفع وحدات الجهاز وأكثرها تدريبا وإطلاعا على الأسرار الدفينة. وفي مقر المخابرات العامة جرت عملية اعتصار "مزراحي" حتى نزف بكل المعلومات التي في حوزته والتي اطلع عليها بحكم عمله. وتحت ضغط التحقيقات المهنية حصل المصريون على خريطة طريق تفصيلية توضح أساليب العمل والتجنيد التي تتبعها وحدة "مسادا"..كيف يزرعون جواسيسهم في الدولة الهدف..أسلوب تحرك العملاء لجمع المعلومات التي تهم تل أبيب..أنماط التأمين المتبعة بداية من تكوين أسرة، مرورا بالغطاء اجتماعي، ثم تكوين الصداقات مع قيادات عسكرية وسياسية ومدنية!!
    بعد الحصول على هذه المعلومات القيمة أصبح "باروخ مزراحي" اليهودي من أصل مصري المولود في حي الأزهر عام 1928، وأنهى دراسته في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1948، قطعة أسفنج جافة، أو صدر نعجة ضامرة لا يروي ظمأ ولا يدر قطرة حليب واحدة. وكان المنطقي الإلقاء بكارت "مزراحي" المحروق لاستعادة اثنان من أبطال المخابرات العامة ساهما كثيرا في توفير معلومات في غاية الأهمية والحساسية ساعدت في وضع خطط حرب أكتوبر.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty أمين نمر

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 4:37 pm

    أمين نمر الملقب بنمرو، ضابط مصري تولى رئاسة المخابرات العامة في الفترة من 1986 إلى 1989. ثم أصبح سفيرا لمصر في الكويت بعد حرب الخليج مباشرة. ينتمي إلى مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية بمصر.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty عمر نجم

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 5:34 pm

    عمر نجم. ضابط بالجيش المصري تولى رئاسة المخابرات العامة في الفترة من 1989 إلى 1991.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty نور الدين عفيفي

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 5:43 pm

    اللواء محمد نور الدين عفيفي. ضابط بالجيش المصري، تولى عدة مناصب، منها محافظ جنوب سيناء احدى المحافظات، ورئاسة المخابرات العامة في الفترة من 1991 إلى 1993. توفي سنة 1996.
    avatar
    AbuMohamed
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 185
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 26/08/2008

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها Empty اللواء عمر محمود سليمان

    مُساهمة من طرف AbuMohamed السبت أغسطس 01, 2009 6:37 pm

    عمر محمود سليمان هو رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الحالي، ولد في 2 يوليو 1936 ينتمي إلي محافظة قنا في جنوب مصر. تلقي تعليمه في الكلية الحربية بالقاهرة، ومن بعد ذلك تلقي تدريبا عسكريا إضافيا في الاتحاد السوفييتي السابق ودرس أيضا العلوم السياسية في جامعة القاهرة وجامعة عين شمس. تولى سليمان إدارة المخابرات العامة عام 1993, و هو متزوج و له ثلاث بنات .

    تاريخ المخابرات العامة منذ إنشائها 180px-Omar_Suleiman_070731-D-7203T-010_0WX8I


    بيانات عامة

    * الاسم : عمر محمود سليمان
    * تاريخ الميلاد: 2 يوليو 1935 ولد في مركز قفط بمحافظة قنا
    * الجنسـية : مصري
    * الديــانة : مسلم

    المؤهلات العلمية والعسكرية

    * بكالوريوس في العلوم العسكرية
    * ماجستير في العلوم العسكرية
    * ماجستير في العلوم السياسية ، من جامعة القاهرة
    * زمالة كلية الحرب العليا
    * دورة متقدمة، من الإتحاد السوفيتي

    المناصب التي تولاها

    * رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة.
    * مدير المخابرات العسكرية.
    * رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بدءا من 1993 م حتى الآن.

    الأوسمة والأنواط والميداليات

    * وسام الجمهورية، من الطبقة الثانية
    * نَوْط الواجب، من الطبقة الثانية
    * ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة
    * نوط الواجب، من الطبقة الأولى
    * نوط الخدمةالممتازة

    حياته السياسية

    * اختير في السنوات الأخيرة مبعوثا خاصا للرئيس محمد حسني مبارك للقضية الفلسيطينية و كان له دور رئيسي وفعال في اتفاق الصلح بين حركة فتح و حركة حماس. كما ظهر اسمه إبان فترة الانتخابات الرئاسية في مصر كثيرا كخليفة متوقع للرئيس مبارك و لكن سنه التي تجاوزت السبعين عاما تضعف من موقفه كثيرا.
    * ليس هناك معلومات كثيرة متاحة عن اللواء عمر سليمان، الرجل الغامض الذي يقود جهاز المخابرات المصرية منذ 16 عاماً. هذا الرجل، الذي يشغل منصب رئيس أهم جهاز أمني في مصر، رشحته بعض الأوساط الديبلوماسية الغربية والعربية، في معظم الأوقات، لخلافة الرئيس المصري حسني مبارك أو لمنصب النائب الذي لا يزال شاغراً منذ عام 1981 م.
    * تطرح الأوساط الإعلامية والديبلوماسية بقوة حالياً، اسم اللواء سليمان بوصفه مرشحاً لشغل منصب نائب الرئيس، ولا سيما بعدما أعلن جمال مبارك ، ابن الرئيس وأمين لجنة السياسات في الحزب الحاكم، أن الحزب يفكّر في تعيين شخص ما في هذا المنصب الحيوي , لكن اللواء - الذي يحظى بثقة مبارك الأب واحترام الشارع العادي - لم يعرف عنه يوماً انخراطه في ملفات الشؤون الداخلية، كما أنه تحول في الآونة الأخيرة وزيراً مواز لوزير الخارجية ومبعوثاً شخصياً للرئيس.
    * قبل سنوات، كان معظم المصريين يجهلون اسم الرجل الذي يتولى إدارة شؤون جهاز المخابرات العامة المصرية المكلف مكافحة عمليات التجسس التي تحاول بعض الدول الأجنبية، وخاصة إسرائيل، القيام بها ضد المصالح والأهداف المصرية الحيوية.

    نظرة عن قرب

    * رغم الغموض الذي يحيط بشخصية اللواء أو تاريخه في جهاز المخابرات الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى ما بعد عامين من ثورة يوليو 1952 م ، فإن هناك من يقول إنه واحد من أكثر المسؤولين الذين يلقون احترام وتقدير الشارع المصري، بالنظر إلى النجاح المتواصل الذي سجلته المخابرات المصرية في عهده، في ما يتعلق بمكافحة أنشطة التجسس التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ضد مصر.
    * أصلع الشعر، متوسط الطول ، لا يثير الانتباه بصورة خاصة ، لكن الذين التقوه يقولون إن المرء يلاحظ عينيه السوداوين ونظرته الثاقبة ، وأنه لا يميل إلى الكلام كثيراً، و عندما يتحدث فصوته هادئً ومنضبطً وكلماته متزنة، و هو شخص يترك إنطباعاً قوياً و يملك ما يسميه العرب الوقار أو السمو ويتمتع بحضور قوي ومصداقية واضحة .
    * قد ساهم هذا الرجل كعمله كمبعوث شخصي للرئيس مبارك وفي تهدئة الأجواء بين الفصائل الفلسطينية و لكنه عدل عن التدخل في أزمة الهجوم الأسرائيلي على قطاع غزة كونه يتم معالجته من قبل الرئيس نفسه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 1:30 pm